رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ندى

نوالى الحديث عن الشعراء الذين دفعوا حياتهم ثمناً لإبداعهم.

بشار بن برد, أدرك الدولتين الأموية والعباسية، وهو من الموالى، ولد بالبصرة  وكان أكمه (لا يبصر)، وكان منذ صباه المبكر ميالاً إلى هجاء الناس، وهجا جريراً طمعاً فى نباهة الذكر، فأهمله، ولم يجبه.

واختلط فى البصرة- مسرح طفولته- بالعلماء والمتكلمين، وتردد على الحلقات والندوات، وحصّل علماً غزيراً، غير أنه كان مستهتراً ميالاً إلى الفسوق، ونتيجة تقلب الظروف ببشار، بدل معاشرة العلماء بالندامى، وسخر شعره للغزل المكشوف والهجاء، كما كان الشعر وسيلته للتكسب والتعيش.

كان بشار فخم الألفاظ، يجمع فى شعره بين مقومات الشعر التقليدية وبين أوائل معطيات الشعر المحدث وخصائصه, ساعده فى ذلك ذكاؤه الحاد وسرعة بديهته، وحفظه لأشعار المتقدمين ورجزهم وخطبهم, وقد كانت وفاة بشار قتلاً بتهمة الزندقة بعد أن أغرى يعقوب بن داود به الخليفة المهدى لأنه هجا يعقوب وفضحه، وقد أعان بشار على نفسه بسوء سلوكه وسوء معتقده.

وله قصيدة مشهورة فى المشورة منها

إذا بلغَ الرأيُ النصيحة فاستعــــــنْ

بعزم نصيــح، أو بتأييـــد حــــــازم ِ

ولا تجعل الشورى عليك غضاضة

مكـــان الخوافــى نــافـــع للقــــوادم ِ

وخلّ الهوينى للضعيف ولا تكــــن

نؤومًا، فإن الحــزم ليــــس بنـــائــم ِ

وما خير كفٍّ أمسك الغل أختهـــــا

ومـــا خيــر سيــف لــم يؤيد بقـــائم ِ

وحارب إذا لم تـُعـــط إلا ظُـلامـــة

شبا الحربِ خيرٌ من قبول المظالـــم ِ

وأدن ِعلى القـربى المقرّبَ نفســــه

ولا تـُشهد الشورى امرءاً غير كاتـم ِ

فإنك لا تستطــــردُ الهـــمَّ بالمـــنى

ولا تبلــــغ العليــا بغيـــر المكـــارم ِ

المقنع الكندى, شاعر من أجمل الشعراء، حيث حباه الله بالجمال لذلك كان يتقنع مخافة العين والحسد وكان يسمى وضاح اليمن, كان فى عهد الوليد بن عبدالملك وكان يمتدحه كثيراً, وقد أحسن اليه الوليد بن عبدالملك.

وكان هذا الشاعر ممن يتهورون فى شعرهم وبالذات الغزلى فقد تغزل بزوجة الوليد بن عبدالملك, فقال فيها لما سافرت

صدع البين والتفرق قلبى *** وتولت أم البنين بلبي

ثوت النفس فى الحمول لديها *** وتولى بالجسم منى صحبى

ولقد قلت والمدامع تجرى *** بدموع كأنها فيض غرب

جزعاً للفراق يوم تولت *** حسبى الله ذو المعارج حسب

فلما سمع الوليد ذلك عزم على قتله فامر بان يؤخذ ويوضع فى صندوق ويدفن حيا.

[email protected]