رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحوال مصرية

أؤيد الدعوة التى أطلقها مؤخرًا الكاتب الصحفى الكبير الأستاذ عباس الطرابيلى رئيس تحرير الوفد الأسبق فى مقال له بصحيفة «المصرى اليوم» بالدعوة إلى عقد مؤتمر عام بنقابة الصحفيين لبحث التحديات التى تواجه مهنة الصحافة خصوصا الصحافة الورقية التى وصل توزيعها إلى 350 ألف نسخة يوميا فقط، وهو رقم كانت تحققه بعض الصحف بمفردها منذ عدة سنوات، وإذا استمر الوضع الحالى يتوقع زوال الصحافة الورقية قبل العام 2030.

الحقيقة أن مقال الأستاذ الطرابيلى نكأ الجراح وتحدث عن مأزق حقيقى تعيشه جميع وسائل الإعلام خصوصا الصحافة الورقية سواء كانت ضمن المؤسسات القومية أو الصحف الحزبية أو المستقلة التى يملكها بعض رجال الأعمال، وضاعف من خطورة القضية إعلان الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء مؤخرًا عن قيامه بزيادة بدل التكنولوجيا وأنه يجب على الصحف القومية أن تحل مشكلاتها بنفسها مع الضرائب والتأمينات فليس هناك أى دعم لها من الدولة فى الفترة المقبلة خصوصا مع الوضع الاقتصادى الحرج الذى تعيشه البلاد مع تراجع سعر النفط والقيام بإجراءات الإصلاح الاقتصادى.

وادراكا منه بخطورة القضية ومأزق الصحافة الوجودى، أعلن الكاتب الصحفى ضياء رشوان نقيب الصحفيين أنه سيدعو رؤساء مجالس إدارات وتحرير الصحف الحزبية والمستقلة والقومية إلى مؤتمر عام بنقابة الصحفيين لبحث مأزق الصحافة الحالى وكيفية الخروج منه بحلول واقعية.

فى تقديرى أن أزمة الصحافة المصرية هيكلية وتراجع توزيع الصحف إلى أرقام متدنية للغاية نتاج لتلك الأزمة، حيث تعانى الصحافة المصرية من تراجع المهنية إلى حد مخيف حتى أصبح الصحفيون المصريون فى ذيل قائمة المطلوبين فى الصحافة الخليجية بعد أن كانوا يحتلون الصدارة والريادة حتى سنوات قريبة.

وأصبحت الساحة خالية هناك أمام الصحفيين الشوام، كما تراجع مستوى الصحافة المصرية لضعف اعتمادها على التكنولوجيا الحديثة، إلى جانب تخلف أساليب الاشتراك والتوزيع، وقبل هذا كله تراجع محتوى الصحافة نفسه أمام صحافة الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعى -الصحافة الإلكترونية- بخلاف منافسة الفضائيات التى تبث الأخبار وقت وقوعها مما أفقد الصحافة السبق فى البث والنشر، هذا بجانب أزمات أخرى مثل عدم الربط بين احتياجات الصحف من خريجى الإعلام والسوق الصحفى نفسه، فوجدنا أعدادا هائلة من راغبى العمل فى الصحافة دون احتياجات حقيقية لهم، كما أسهم فى تدهور أوضاع صاحبة الجلالة اطلاق باب الترقيات فى الصحف للبعض دون مواهب حقيقية أو أقدمية تقتضيها.

مأزق الصحافة المصرية بدأ حقيقة مع ثورة يناير 2011، وزاد الوضع سوءًا بعد ثورة 30 يونية 2013، واستمرار الوضع الحالى أصبح صعباً إن لم يكن مستحيلا، لذا يجب أن تفتح نقابة الصحفيين أبوابها لكل الآراء ولكل الأجيال للخروج بحلول واقعية وعملية من المأزق الحالى.