رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

فى مجتمعنا الشرقى نجد أخلاقيات شخصية ولا نجد أخلاقيات الأعمال.. نُحسن العبادات ولا نحسن المعاملات.. إلا من رحم ربى.

على عكس المجتمعات الغربية.. يحسنون بل ويتقنون أخلاقيات الأعمال دون النظر إلى أخلاقياتهم الشخصية.. لهذا تقدمت أمتهم.

فهذا على سبيل المثال.. بيل كلينتون.. أنتخب رئيسًا لحزبه مرتين متتاليتين ثم انتخب رئيسا لأمريكا القطب الأوحد فى ذاك الوقت مرتين متتاليتين أيضا رغم فضائحه الشخصية مع مونيكا.. والتى عبر عنها أحد الكتاب الأمريكيين أن فضائحه مع مونيكا ما هى الا نقطة فى بحر و على حد تعبيره.. «وما خفى كان أعظم»..

.. وفى مجتمعنا الشرقى نعلم أن الدين فى الأصل المعاملة وليس فقط العبادة.. قد نصلى الفجر فى جماعة إنما نقصر فى أعمالنا مع الجماعة.. واتسع الفارق بين أخلاقياتنا الشخصية فى حياتنا وأخلاقيات الأعمال فى أعمالنا.. على الرغم من ان الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام.. شدد على الصدق و حسن المعاملة.. فقال: «من غشنا فليس منا».. كما قال «التاجر الصدوق يحشر يوم القيامة مع النبيين والصديقين والشهداء».. وقال: «إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه» صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.. إلا أن مجتمعنا ابتلى بأمراض لم تظهر فى أسلافنا على نحو ما نراه.. من رشوة وغش.. وواسطة ومحسوبية.. فى جميع مؤسساتنا بلا استثناء.. واكرر.. بلا استثناء.. تجد الوالد فى مؤسسة وجميع أبنائه وأقاربه فى نفس المؤسسة.. والكل يعلم ذلك.

قد يكون السبب فى مقولة نرددها بين الحين والآخر.. وهى.. من أمن العقاب أساء الأدب.

هذه هى الحقيقة الغائبة التى لا نعترف بها.. تسببت فى كثير من الكوارث.. نتيجة الفساد والإهمال.. إنما الحقيقة التى نعترف بها جميعا اننا لسنا ملائكة.. كلنا بشر.. وكلنا لآدم..وكل ابن آدم خطاء.. فساد وإهمال لكن دون حساب.. غش وتدليس إنما دون عقاب.

فمن تم حسابه فى مصر على كافة المستويات..على إهماله و تقصيره..؟؟ فالكل بلا حسيب أو رقيب.. فأصبح الأغلب إساءة الأدب.. فمتى رأينا مجلس النواب يحاسب الوزراء..؟؟.. وهو أعلى جهاز إدارى للدولة وطالما لم يُحَاسَب الوزير.. فلن يحاسِب مرؤسيه.

وهكذا أصبح الجهاز الإدارى للدولة لا يحاسب من أعلاه إلى أدناه.. فأساء الجميع الأدب وعشش الإهمال والفساد فى الجهاز الإدارى للدولة.. إذا أردنا الإصلاح.. يجب أن نحسن تشكيل البرلمان ولا نستمر فى إضعافه وكلنا يعلم كيف تم إضعاف البرلمان منذ عقود ماضية وحتى الآن.. فكيف يستطيع فرد واحد وهو رئيس الجمهورية السيطرة على أكثر من سبعة ملايين موظف مهما كانت قدراته الشخصية.. ونحمد الله أن تم حاليا تفعيل الرقابة الإدارية لكشف الفساد دون استثناء بعد غيابها لعقود طويلة.. وعلى الجميع أن يراقب نفسه.. كما قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه «حاسبوا انفسكم قبل أن تحاسبوا.. وزنوا اعمالكم قبل أن توزن عليكم».. وعند فتح بلاد فارس جاءه أحد الجنود بصندوق مملوء بالذهب وقدمه لامير المؤمنين..فقال: «الحمد لله الذى جعل من بين جنودى من يردون الأمانة.. فقال الجندى: لا يا أمير المؤمنين.. إنما نحن بك.. عففت.. فعففنا.. ولو كنت غير ذلك.. لكنا كذلك.

حفظ الله الوطن...