عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

إذا أردتَ أن تعرف أحدًا ما، يجب عليك أن تعرف أولًا ماذا يقرأ، وبماذا يهتم، أو فيم يفكر؟.. لكن غالبية الشعوب العربية بطبعها «مقلدة» للغرب عمومًا، ومشاهير العالم بشكل خاص.

قبل أيام، لاحظنا «انتفاضة» على مواقع التواصل الاجتماعي، ليس بسبب أوضاعنا الداخلية البائسة، أو نتيجة لما يحدث فى السودان وليبيا والعراق واليمن وفلسطين، أو مأساة اللاجئين السوريين، أو التبعية والخنوع للإرادة الأمريكية.. لكنها بسبب تحدى «10 years challenge»!

هذا التحدى الجديد، أصبح حديث الساعة، خلال الأيام الفائتة، على منصَّات التواصل الاجتماعي، ربما كنوع من الحنين إلى الماضي، والنبش فى الذكريات، أو حتى للسخرية مما أصبح عليه الحال الآن، عنه قبل عشر سنوات!

لا تكاد تولى وجهك شطر منصات التواصل الاجتماعي، حتى تشاهد المئات، بل آلاف المشاركات لمستخدمين يقارنون بين صورهم القديمة والحديثة.. وبالطبع لا يسلم كثير ممن يشاركون فى هذا التحدى من تعليقات طريفة، أو ساخرة، لاسيما حين يبدو أن تغييرًا لافتًا حصل في 10 سنوات.

لكن هؤلاء فاتهم أن يقوموا بمقارنات أخرى، عن أحوالنا وبؤسنا ومعاناتنا وخيباتنا، على كافة المستويات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وبالطبع التعليمية والصحية.. لأنهم ببساطة سيُفجعون بالنتائج الهزلية التى جعلتنا فى ذيل الأمم!

وبالعودة إلى تحدى «10 years challenge»، الذى نتصور أنه ليس سوى امتداد لما سبقه من «تقليعات» عجيبة اجتاحت العالم العربى بشكل غير متوقع.. على غرار تحديات عالمية «سخيفة» انتشرت خلال السنوات الأخيرة، مثل «تحدى دلو الثلج»، و«تحدى أحمر الشفاه».. و«رقصة كيكي»!

نعتقد أن تلك التحديات التى أُشغلنا بها، ما هى إلا حلقة فى سلسلة من التقليد الأعمى، الذى يسهم فى تبدُّل القيم السائدة، ليسفر عن سلوكيات «تافهة» أثَّرت بشكل مباشر على مجتمعاتنا، بمختلف عاداتها وتقاليدها، وأفرزت تداعيات خطيرة فى جميع مجالات الحياة بأدق تفاصيلها.

المؤسف أن كثيرًا من الناس، خصوصًا شبابنا الذين نُعَوِّل عليهم لبناء المستقبل، تبدَّلت اهتماماتهم وثقافاتهم وميولهم، حتى بَدَت عليهم الشيخوخة المبكرة، بعد إصابتهم بأعراض مرضية اجتماعية.. ضاعت معها بوصلتهم، وضلَّ سعيهم فى طريق العودة.

للأسف، الآن أصبحت اهتمامات معظم شعوبنا العربية تافهة وفارغة، تعزز الابتعاد عن القيم وتغييب العقل «طوعًا أو كرهًا»، ولم يعد لديهم سوى التقليد الأعمى، كمصدر وحيد لتشكيل وجدانهم وميولهم.. بل أصبح المتحكم فى تفكيرهم واندفاعهم!

يبدو لنا تساؤل لم نجد له حتى الآن إجابة واضحة، حيث لا نعرف أسباب شغف شريحة كبيرة من الناس بهذه التحديات «المستوردة»، التى تنتقل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلى العالم العربى بشكل واسع، خصوصًا فى مصر.

إن حمى الهوس بكل ما هو «مستورد» مؤشر خطير على عصر الانحطاط، ليس بسبب تلك التحديات وحسب، بل بالانشغال بتقليد الغرب فى «التفاهة» فقط، ولذلك لا غرابة أن تكتفى مجتمعاتنا بالمشاهدة و«الفُرجة» ثم التقليد الأعمى، وبالتالى الغرق فى وحل التخلف والجهل!

أخيرًا.. من خلال متابعة التحدى الجديد «10 years challenge» خطر على بالى مأثور شعبى «بالعاميَّة» لا يُعرف مصدره، حين «قال الابن لأبيه: يابا علمنى الغتاتة والرذالة.. قال له: إللى تقوله تعيده، طب علمنى الهيافة؟ قال له تعالى فى الفارغة واتصدر»!

[email protected]