مازلنا بصحبة الفيلسوف ابن رشد الذى أثرى الحياة الفكرية والفلسفية على وجه الأرض. والمعروف أن له مؤلفات عدة فى أربعة أقسام: شروح ومصنفات فلسفية وعملية، شروح ومصنفات طبية، كتب فقهية وكلامية، كتب أدبية ولغوية، لكنه اختص بشرح كل التراث الأرسطى. وقد أحصى جمال الدين العلوى مؤلفات ابن رشد، وقد وصلنا منها 58 مؤلفاً بنصها العربى. كما يصنف محمد عابد الجابرى مؤلفات ابن رشد فى سبعة أصناف: مؤلفات علمية تشتمل على اجتهادات فى مجالات مختلفة كالفقه فى كتاب بداية المجتهد ونهاية المقتصد والطب فى كتاب الكليات فى الطب، الردود النقدية كرده على الغزالى فى كتب الضميمة وفصل المقال وتهافت التهافت، ورده على الأشاعرة فى كتاب الكشف عن مناهج الأدلة المختصرات التى يدلى فيها ابن رشد بآراء اجتهادية ويعرض فيها ما يعتبره الضرورى فى الموضوع الذى يتناوله ككتاب الضرورى فى أصول الفقه أو مختصر المستصفى وكتاب الضرورى فى النحو ومن شروحاته وتلاخيصه لأرسطو:
تلخيص وشرح كتاب ما بعد الطبيعة (الميتافيزياء)، وتلخيص وشرح كتاب البرهان أو الأورغنون، وتلخيص كتاب المقولات (قاطيفورياس)، وشرح كتاب النفس، وشرح كتاب القياس.
وله مقالات كثيرة، وله كتب كثيرة أشهرها:
كتاب بداية المجتهد ونهاية المقتصد فى الفقه.
كتاب مناهج الأدلة، وهو من المصنفات الفقهية والكلامية فى الأصول.
كتاب فصل المقال فيما بين الحكمة والشريعة من الاتصال، وهو من المصنفات الفقهية والكلامية. وقد أكد فيه ابن رشد أهمية التفكير التحليلى كشرط أساسى لتفسير القرآن الكريم، وذلك على النقيض من اللاهوت الأشعرى التقليدي، حيث كان يتم التركيز بدرجة أقل على التفكير التحليلى وبدرجة أكثر على المعرفة الواسعة من مصادر أخرى غير القرآن على سبيل المثال الحديث الشريف.
كتاب تهافت التهافت الذى كان رد ابن رشد على الغزالى فى كتابه تهافت الفلاسفة.
والكليات و«الحيوان» و«المسائل» فى الحكمة، و«جوامع كتب أرسطاطاليس» فى الطبيعيات والإلهيات و«شرح أرجوزة ابن سينا» فى الطب.
أثنى العلماء عليه كما جاء عند الذهبى عن ابن أبى أصيبعة من قوله: كان أوحد فى الفقه والخلاف، وبرع فى الطب، وقول الذهبى نفسه: وكان يُفزع إلى فتياه فى الطب، كما يُفزع إلى فتياه فى الفقه، مع وفور العربية، وقيل: كان يحفظ ديوان أبى تمام والمتنبى.
عُرٍف ابن رشد فى الغرب بتعليقاته وشروحه لفلسفة وكتابات أرسطو التى لم تكن متاحة لأوروبا اللاتينية فى العصور الوسطى المبكرة. وقبل عام 1100م كان عدد قليل من كتب أرسطو عن المنطق هو الذى تمت ترجمته إلى اللغة اللاتينية على يد الفيلسوف المسيحى بوتيوس، على الرغم من أن أعمال أرسطو الكاملة كانت معروفة فى بيزنطة. ثم بعد أن انتشرت الترجمات اللاتينية للأعمال الأخرى لأرسطو من اليونانية والعربية فى القرن الثانى عشر والثالث عشر الميلاديين أصبح أرسطو أكثر تأثيراً على الفلسفة الأوروبية فى العصور الوسطى. وقد ساهمت شروح ابن رشد على ازدياد تأثير أرسطو فى الغرب فى العصور الوسطى. وفى أوروبا العصور الوسطى أثرت مدرسة ابن رشد فى الفلسفة، والمعروفة باسم الرشدية تأثيراً قوياً على الفلاسفة المسيحيين من أمثال توما الأكويني، والفلاسفة اليهود من أمثال موسى بن ميمون وجرسونيدوس. وعلى الرغم من ردود الفعل السلبية من رجال الدين اليهودى والمسيحى إلا أن كتابات ابن رشد كانت تدرس فى جامعة باريس وجامعات العصور الوسطى الأخرى.
وللحديث بقية
رئيس الوفد