رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رسالة حب

يصر السيد علاء مبارك، نجل الرئيس الأسبق حسنى مبارك، على خلق حالة من الصخب والضجيج من خلال تغريداته المثيرة للجدل على موقع تويتر.

كنت أظن أن السيد علاء مبارك سيتعلم من رموز النظام السابق، صفوت الشريف وفتحى سرور وزكريا عزمى وغيرهم، ويفعل كما فعلوا.. فلا أحد يسمع عنهم لا فى مواقع تواصل اجتماعى ولا فى أى وسيلة من وسائل الإعلام.. فجميعهم رسموا لأنفسهم نمط حياة جديدًا بعيدًا عن الأضواء.. حياة مختلفة عن التى عاشوها من قبل.

لم يتعلم السيد علاء مبارك من طريقة تعامل هؤلاء مع الواقع الجديد.. ولم يستفد من خبراتهم المتراكمة على مدار السنين.

يصر علاء مبارك على التغريد، ويرفض الانصياع لنصيحة العقلاء.. ويبدو أنه يرى فى التغريد على تويتر حياة بالنسبة إليه.. وربما يساعده على ذلك تعاطف بعض المصريين معه فى أعقاب الأحداث التى مر بها والده خلال السنوات الأخيرة.. ويرجع هذا التعاطف إلى بعده عن السياسة خلال فترة الحكم، وبالتالى فهو لا يتحمل أى مسئولية عن الأحداث التى وقعت، بخلاف شقيقه جمال الذى يتحمل جزءًا كبيرًا من المسئولية ويحمل الكثير من الأوزار على عاتقه.

من حق السيد علاء مبارك أن يختلف مع رموز نظام مبارك، ويغرد كيفما شاء.. فهذا حقه الذى لا يستطيع أحد أن يلومه عليه.. فما فعله رموز النظام ليس بالضرورة أن يكون ملزمًا للسيد علاء، ولا لغيره.

أما أن يطلق علاء مبارك لنفسه العنان ليهاجم رموز مصر وفخرها، ويحاول أن يهيل عليهم التراب.. فهذا ليس من حقه أبداً.. وهذا الذى لن ينجح فيه ولن يسامحه عليه أحد.

فى ذكرى انتصار أكتوبر وتحديدًا السبت الماضى، كتب السيد علاء مبارك تدوينة على تويتر قال فيها: رحم الله الفريق سعد الشاذلى رئيس أركان حرب القوات المسلحة فى حرب أكتوبر.. فقد كان بطلًا من أبطال أكتوبر، لكنه ظلم نفسه عندما وصف من قتل البطل والشهيد الرئيس السادات رحمة الله عليه الذى كان رئيسه وقائده الأعلى بأنه ضابط مصرى شجاع.. لم يكتفِ السيد علاء مبارك بهذا، ولكنه نشر فيديو للفريق سعد الشاذلى، وهو يقول هذا التصريح..

بداية لا أحد يقر أو يوافق الفريق سعد فى هذه المقولة، ولا أبالغ إذا قلت انها سقطة من سقطات الفريق.. فقاتل الرئيس السادات هو مجرم قاتل.. لم يقتل الرئيس وحده، ولكنه قتلنا جميعًا قبل أن يقتله.

ولكن ماذا يريد السيد علاء مبارك من هذه التغريدة؟ ولماذا اختار هذا التوقيت لنشرها؟ وهل هى تغريدة عفوية.. أم أنها مرتبة ومقصودة وفيها ترصد وتربص؟

لم تكن تغريدة السيد علاء مبارك عفوية.. فهو لم يستيقظ من النوم، فإذا بالفكرة تجول بخاطره، ففعلها.. ولكن الأمر مرتب ترتيبًا جيداً.. والدليل هو أنه لم يكتفِ بالتغريدة.. بل نشر شريط فيديو قديمًا للفريق سعد ليوثق كلامه.

وأيضا لم تكن التغريدة عابرة.. فقد جاءت فى ذكرى احتفالات أكتوبر التى نعيشها بفرحة وفخر بالنصر وقادته.

ولم تكن التغريدة مصادفة، خاصة أن المقصود فيها بين يدى ربه الآن، ولم يكن هناك داعٍ لكتابتها من الأساس.

إذن التغريدة كانت مقصودة.. ومقصودًا توقيتها.. وهنا نستطيع أن نقول إن هناك هدفًا لنشرها.. هناك شيئًا ما خطط له السيد علاء مبارك ليحقق غاية فى نفسه؟ والسؤال الآن ما هو الهدف والغاية؟ وهل أصاب السيد علاء مبارك مراده؟

فى ظنى أن الهدف واضح، وهو أن يهيل التراب على الفريق سعد، ويحاول أن ينال منه فى يوم من أيام فخره.

لا يعلم السيد علاء مبارك أن هذه المحاولة البائسة لا يمكن أن تنال من رجل بدأ حياته العسكرية بالمشاركة فى حرب 48، ثم شارك فى حرب العدوان الثلاثى على مصر 56، ثم أصبح واحدًا من قادة حرب الاستنزاف.

لا يعلم السيد علاء مبارك أنه لا يمكن لموقف عابر أن يهدم تاريخ سعد الشاذلى الذى أسس سلاح المظلات فى مصر، ووضع الخطة المبكرة لحرب أكتوبر، وكانت تسمى وقتها بالمآذن العالية.

لا يمكن أن ينال السيد علاء مبارك ولا غيره من رجل وصفوه بأنه العقل المدبر للهجوم المصرى على خط بارليف، ورئيس أركان الجيش المصرى فى حرب أكتوبر.

لا يمكن لـ«علاء مبارك» ولا غيره من الحاقدين على الفريق سعد أن ينالوا من علم من الأعلام العسكرية العربية المعاصرة..

ونسى السيد علاء أن هناك رموزًا تعيش فى وجدان المصريين ولا يمكن لموقف أن ينال منها، أو من تاريخها ومجدها.. ونسى أن محاولات إهالة التراب على رموز مضيئة هى الآن بين يدى ربها، أمر ليس بالشجاعة ولا بالشهامة ولا بالمروءة.

ونسى السيد علاء أن مكانة الفريق راسخة فى نفوس المصريين والعرب على حد سواء.. وأبدًا لن تهتز أمام محاولات بائسة لن يتعدى تأثيرها حدود من دبروها.

إننى لا أدافع عن الفريق سعد الشاذلى.. فالرجل لا يحتاج إلى من يدافع عنه.. ولكن فقط أقول للمتربصين به والحاقدين عليه: كفاكم ظلمًا وعدواناً.. كفاكم زورًا وبهتاناً.