رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

آفة الصحافة

متى يُقرر المصرى هجرة الأهل؟ . . كيف يتخذ قرار ترك الوطن؟ . . ماهى الدوافع الحقيقية؟ . . هل هى إرادة طوعية أم إجبارية؟ . . هل يُحقق المصرى الذى هجر الأهل والوطن أحلامه فى الأرض الأخرى ، التى إتخذها موطناً جديداً له؟ . .

أسئلة كثيرة يُمكن طرحها فى هذا الملف ، لابد من سبر أغوارها بدقة قدر المُستطاع بالتشريح الإجتماعى وما يتصل به من جوانب إقتصادية وسياسية داخلية وخارجية ، دون إغفال لما يتصل بأمن الوطن والمواطن .

هى غُربة نصف طوعية لأنه لو توافرت مقومات الحياة الطبيعية للمصري داخل الوطن ، حتى لو لم تكن تلك المقومات تلبى كافة الإحتياجات اليومية للعيش الكريم ، من المُمكن أن تُرجح كفة البقاء فى الوطن على هجرته ، لكن قرار هجرة الأهل والتغلب على العاطفة ، حتى ترك الأب زوجته وأولاده وسفره للخارج ، من أجل توفير حياة إقتصادية أفضل لأسرته ،يتم إتخاذه بدوافع تبدو مقبولة ظاهرياً ، لكنها تخفى وراءها حالة من الاضطراب النفسى الداخلى " خاصة لدى الزوجين " تتطور فى حالات كثيرة وتجلب مشاكل قاسية تصل الى حد التفسُخ الإجتماعى وتُفرز حالة جديدة من الغُربة الأسرية ، وكثير من أسباب الطلاق تحدث بسبب هجر الزوج زوجته وأولاده .

أيضاً حالة إغتراب المصري تنتابه داخل وطنه أولاً ،وتُنجبأقسى أنواع المشاعر الإنسانية ،تتزايد حدة آلامها لأنها تنتج عن الظروف الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية المُحيطة بالبيئة ، وقد تُسبب هدم منظومة العلاقات الاجتماعية وعدم استقرار في العلاقة مع الذات .

الأمر الذى يزيد فرصةحدوث فجوة بين الفرد وذاته، ومن ناحية أخرى بينه وبين شركاءه فى المُجتمع،تؤدي تلك الفجوة لحالة من الانفصام عن الذات البشرية ، وتفرز حالات متنوعة من الاستياء والتذمر، قد تُصاحبها مظاهر عُزلة وعداء.

الغُربة الطوعية قرينة سفر المرء وهجرته من بلده إلى بلد آخر كخيار فردي ولأسباب شخصية اقتصادية أو للدراسة العلمية ، أوللعمل أو لاكتساب العلوم والمعارف.

وربما تكون الغربة عبر السفر أو الهجرة خلاصاً فردياً من الضغوط المتولدة عن الظروف والصراعات السياسية والاقتصادية والدينية والاجتماعية في مصر، إلا أنها تبقى شأناً وقراراً وخياراً فردياً يُقدم عليه الفرد طواعية، وهي حالة أخرى من الاغتراب ، بالرغم من تشابك الحالات في بعض المُسببات بخلفية المشهد العام لمصر التي بسبب واقعها دفعت بهجرة حوالي 10 مليون مواطن مصرى .

تجدر الاشارة الى ان الشتات المصري وهجرة المصريون إلى دول أخرى هو عبر القرون، وبشكل خاص لدول الخليج، وقد اتى في ظروف مُختلفة لكن غالباً لعوامل اقتصادية ،ويجب ذكر انه قد تشكّل مجتمع مصري حقيقي في الشتات بدأ بشكل آخر عبر ثمانينيات القرن الماضي .

نوضح ان أغلب مصريي المهجر هُم في الدول العربية ( السعودية -الأردن– ليبيا– الكويت –دول الاتحاد الأوروبى - أمريكا الشمالية - الولايات المتحدة الأمريكية – كندا–إيطاليا– أستراليا ، وعلى كل حال من يسافر الى الدول الغربية عادةيستمر فى الإقامة هناك بشكل دائم، على عكس المهاجرين إلى الدول العربية الذين ينوون الرجوع إلى مصر في الغالب .

وهناك تحديات يواجهها المصريين في دول الجوار العربي وأوروبا ، كما توجد أيضاً تحديات تواجه الادارة السياسية المصرية . ويبقى الملف مفتوح .

[email protected]