رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إشراقات

قصة حقيقية قرأتها على صفحة أحد أصدقائى بالفيس بوك.. وكالعادة رأيت إطلاعكم عليها تعميمًا للفائدة.. فما أحوجنا للقدوة فى زمن ضاعت فيه القدوة والمثل العليا.. تقول القصة:

 (تلميذ صاحبه زاره فى البيت فأحضر التلميذ صور عيد السنة اللى فاتت

إذ كان متصور مع ولاد عمه، صاحبه قال له:

إيه دا؟! الكوتشى بتاعك مقطوع وقديم ليه كدة؟ قاله عادى يا عم

بس فى الحقيقة هو مش عادى أهله ظروفهم مش حلوة وكمان هما ما بيهتموش بالحاجات دى مكانتش فارقة معاه

بس ما يمنعش أنه كان بيتضايق شوية برضه ولد فى سن إعدادى من حقه يحس بفرحة العيد زى أصحابه وقرايبه

بس المرة دى حس إنه اتجرح، وخصوصًا أن صاحبه قالهاله بطريقة معايرة وبعدها حط رجل على رجل علشان يشوف الكوتشى الجديد (غيظ أطفال).

فضل التلميذ ماسك نفسه لحد ما صاحبه مشى

أول ما بقى لوحده انفجر فى العياط

لكن ماطولش ف البكا وعلطول اتماسك

مسح دموع وخرج لأهله

وقالهم

أنا من بكرة هادور على شغل

قالوله ركز ف مذاكرتك

قالهم هاعرف أوفق.. جربونى

نزل يشتغل وكان بينجح

خلص إعدادى وثانوى وكلية تجارة

كان شاطر وبيعرف يجيب قرش إزاى

البركان اللى كان جواه كان مديله طاقة كبيرة

خلص كليته وبدأ يركز فى شغله

رمى الشهادة

وقرر بالفلوس اللى جمعها من شغل السنين اللى فاتت

يفتح محل جزم

عدّا وقت والمكسب زاد

حاولوا أهله يقنعوه بالجواز

قالهم مش هاصرف فلوسى دلوقتى.. محتاج لكل قرش

قالوله ما أنت عندك محل بيكسب كويس

قالهم بالفلوس اللى معايا هافتح المحل التانى

محل يجر محل لحد ما بقيوا كتير

عشر سنين واتجوز جوازة محترمة

ومحلاته بتكتر

عمل حملة سماها.. إوعى تعيّد بجزمة مقطوعة أو قديمة

ونسق مع كبار كل منطقة فاتح فيها محل

أنهم يبعتوا الناس غير القادرين على المعيشة

ونبه على مديرين المحلات

اللى ييجوا من طرف الناس دى

يختارولهم أغلى وأحلى جزم أو كوتشيهات وببلاش

كانت نسبة الخير اللى بيخرجها حوالى ١٠٪

الفلوس كترت كمان والمحلات كترت أكتر وأكتر

وبقى عنده محلات ف كل محافظة

وورش جزم خاصة بيه

بيفرش بيها محلاته ويبيع جملة لباقى المحلات

قرر يزوّد نسبة الخير لـ٢٠٪ من ربحه

واتفق مع الناس اللى تعرف الناس البسيطة

أنه هايتكفل بلبس العيد ليهم كمان

كل ما يزود نسبة الخير رزقه يزيد

لحد ما وصلت نسبة الخير لـ٨٠٪ نسبة من مكسبه

كان بيشوف غير القادرين عالجواز ويفرشلهم شققهم كاملة

وكانت بتوصل لأنه ممكن يجيبلهم شقق

مراته قالتله مش كتير الـ٨٠٪ دى

قالها

عارفة إن (الـ٢٠٪) اللى بيتبقوا لينا

أضعاف (الـ١٠٠٪) اللى كانوا بيدخلولى الأول

ربنا بيرزقنى علشان أساعد الناس

أنا كل ما بادى الناس

ربنا بيقولى أنت مش أجدع منى

وبيرزقنى أضعاف.

تعدى الأيام وهو راكب عربيته

وواقف ف إشارة شاف حاجة لفتت انتباهه جداً

قال للسواق أبقى أركن بعد ما تعدى الإشارة

وأنا شوية وجايلك

نزل علشان يتأكد من اللى شافه

شاف واحد مرمى على الرصيف ومتبهدل جداً

قاله إنت مش عارفنى.. ماردش عليه

واحد فارش جنبه قاله.. مش هايرد عليك

هو مابيكلمش حد.. بقاله سنين قاعد القاعدة دى

الناس بتعطف عليه وهو ف حاله ومابيكلمش حد

ماهديش غير لما جاب أصل الرجل دا،

اللى ف دماغه طلع صح

هو صحيح عدا أكتر من عشر سنين

على آخر مرة شافه فيها

بس دا بالذات ما يقدرش ينساه

هو (صاحبه) اللى (عايره) زمان بـ (الكوتشى المقطوع)

إخوات صاحبه

بعد موت والدهم أخدوا نصيبه ورموه ف الشارع

عقله ما استوعبش اللى حصل وفضل يلف ف الشوارع

ومن رصيف لرصيف ومن يومها مانطقش

رجع تانى وأخده من عالرصيف

وجاب ناس متخصصة حلقوله شعره ودقنه

وحمّوه ولبسوه لبس كويس

وخده وداه مستشفى للعلاج النفسى

فضل وراه لحد ما أتعالج وبعد ما خرج

إداله شقة فى أكبر عمارة من العمارات بتاعته

وماسكة إدارة محل من محلاته وأتكفل بجوازته كلها

مراته لما عرفت قصة الرجل دا قالتله غريبة واحد غيرك كان كل يوم يروح يعدى عالحتة اللى قاعد فيها علشان يشمت فيه

قالها بالعكس دا أنا فكرته بنفسى (وشكرته) وهأفضل كل يوم أشكره

كل اللى أنا فيه دا بسببه من بعد ربنا

لولا الموقف دا ما كنتش أتحديت نفسى.. وبقيت اللى أنا فيه دلوقتى.