رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إشراقات

أحياناً كثيرة تتحول المحنة إلى منحة.. من الخالق سبحانه وتعالى.. وساعتها تدرك رحمة ربك وفضله عليك.. فقد يكمن الخير كله فى الشر.. وقد يتجسد الشر كله فى الذى تظنه خيراً!!

اقرأ معى قصة هذا الملياردير المسلم «على بنات».. وهذا هو اسمه بالضبط.. وانت تعرف.. المعنى الحقيقى لـ«عسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم».

فأمام منزله الأنيق فى استراليا.. كان يصطف أسطول من السيارات المبهرة.. على رأسها واحدة تعد أقوى وأسرع سيارة فى العالم وهى من نوع «سبايدر فيرارى» حيث تبلغ قيمتها وحدها 600٫000 دولار. فى يده سوار من الماس قيمته 70.000 دولار.

أما غرفته الخاصة فهى مليئة بالملابس، والحقائب، والأحذية الرياضية، والساعات، والنظارات، والقبعات، والأغراض الأخرى التى أعدت خصيصا له من قِبل أشهر بيوت الأزياء العالمية المقدر كل منها بآلاف الدولارات.

حياة «على» المليئة بالثروة والرفاهية، قلبت رأسًا على عقب حين تم تشخيصه بمرض السرطان من الدرجة الرابعة، وقرر الأطباء أنه لن يعيش أكثر من 7 أشهر، وهو الشاب البالغ من العمر 33 عاماً.

يقول «على»: «الحمد لله.. رزقنى الله بمرض السرطان الذى كان بمثابة الهدية، التى منحتنى الفرصة لأتغير إلى الأفضل، عندما علمت بالأمر شعرت برغبة شديدة فى أن أتخلص من كل شىء أمتلكه، وأن أقترب من الله أكثر، وأصبح أكثر التزامًا تجاه دينى، وأن أرحل من هذه الدنيا خاويًا على أن أترك أثرًا طيبًا وأعمالًا صالحة تصبح هى ثروتى الحقيقة فى الآخرة».

تحول «على» من أكبر تجار الدنيا، إلى التجارة مع الله، قرر أن يتبرع بكل ماله حتى ملابسه تبرع بها.

أنشأ المؤسسة الخيرية الموجهة لخدمة فقراء المسلمين.. واسماها «المسلمون حول العالم».

قامت المؤسسة الخيرية ببناء المنازل والمساجد والمدارس وآبار المياه والمراكز الطبية وبيوت تأوى الأرامل والأيتام؛ كما قام ببناء أول مقبرة للمسلمين فى توجو بالإضافة إلى الإمدادات الطبية والغذائية.

سئل «على»: بعدما علمت حقيقة الدنيا، سيارتك الفارهة كما تساوى؟

فقال: لا تساوى فى قلبى قيمة نعل حمَّام، وإن ابتسامة طفل فقير أفضل عندى من هذه السيارة.

ثم يقول: أن اللحظات التى قضاها فى أفريقيا مع فقراء المسلمين هى الأسعد فى حياته على الإطلاق، سعادة لا يمكن شراؤها بالمال، ولا يمكن أن تعوضها وسائل الرفاهية الباهظة الثمن.

منذ أيام قليلة استرد الله وديعته، فكان يومًا حزينًا على المسلمين فى كل من أستراليا وأفريقيا فقد فاضت روح «على» إلى بارئها بعد صراع مرير مع المرض.. رحل ونحن لا نعلم هل كان السرطان حقًا هدية له من الله أم أن على هو الهدية التى منحها الله لفقراء المسلمين.

رحل فى جنازة مهيبة تحيطه مئات الآلاف من الدعوات المباركة التى سبقته إلى السماء.

رحل على وقبل رحيله عرفنا حقيقة الدنيا (وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور).