رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

التعليم هو سبب نجاح أية دولة، وهو أيضاً سبب سقوط أية دولة.. ولا توجد دولة، نجحت دون تعليم.. وكل الدول التى فشلت كان السبب التعليم، وأموال الدنيا كلها لم ولن تستطيع أن تجعل دولة متخلفة من الدول المتقدمة أو من دول العالم الأول.. والكثير من بلدان وزعماء العالم العربى كانوا يمتلكون ثروات لم تمتلكها دول منذ بدء الخليقة حتى الآن، ولكنهم سقطوا وسقطت دولهم.. لأنهم لم يمتلكوا التعليم.. بينما الدول الأوروبية التى تدمرت عن آخرها بعد الحرب العالمية الثانية (1945).. لم تسقط لأن التعليم لم يتدمر فى العقول!

السيد الرئيس.. إن مصر، كانت، هى النموذج الأول الذى تعلمت منه البشرية بأن العلم والتعليم هو الكلمة السحرية للحضارة والتقدم، وما زال العالم يحاول فك ألغاز هذا العلم، ونتائج التعليم المصرى القديم.. وإن مصر الحاضر والمستقبل لن تتقدم إلا بالتعليم.. وبالتعليم الحقيقى وحسب المعايير والمقاييس الدولية.. أما تعليم «كده وكده» هو الذى جعلنا، حتى شهر مارس الماضى، وحسب البيانات الإحصائية التى رصدها الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، فى أحدث نشراته السنوية، أن قيمة الصادرات المصرية، خلال العام الماضى بلغت 25.8 مليار دولار، بينما قيمة الاستيراد بلغت 66.020 مليار دولار خلال نفس العام.. وأن هذا العجز الكبير فى الميزان التجارى، الذى يبلغ نحو 40 مليار دولار سنوياً سببه نقص فى التعليم وليس نقصاً فى الإنتاج!

السيد الرئيس.. لا شك أنكم تعرفون الدول التى تمكنت أن تتقدم فى العصر الحديث، وكان التعليم، وليس شيئاً آخر، هو السبب الرئيسى فى تقدمها، وفى تخليصها من الفقر والتخلف والمرض.. ولن نذهب بعيداً فإن مصر ضربت للعالم، وللمرة الثانية، المثل فى الكيفية التى يمكن للتعليم أن يحول دولة كانت تعيش فى القرون الوسطى، إلى دولة تأخذ بأسباب الحضارة والتقدم وتمتلك فى سنوات قليلة جيشاً يهدد دول أوروبا والدولة العثمانية.. وهذا ما فعله محمد على باشا، رغم أنه كان أُميًّا لا يعرف القراءة والكتابة، وتعلمها فى سن السابعة والأربعين، ولكنه قام بإنشاء مدارس كثيرة، وأرسل بعثات لا تحصى إلى أوروبا لتحصيل العلم، بعدها أنشأ العديد من الكليات وكانت يطلق عليها آنذاك «المدارس العليا» وبالخريجين من المدارس، وبالعائدين من البعثات، وبتشجيع العلماء أنشأ المصانع، وأقام القناطر والسدود واستصلح الأراضى الزراعية، وبنى المستشفيات و.. و.. وعشرات الأمثلة، فكان، وما زال عبقرياً لأنه عرف قيمة كلمة واحدة هى التعليم ولا شىء غير التعليم!

السيد الرئيس.. لن يخلصنا من الإرهاب سوى التعليم، ولن يخلصنا من فكر الإخوان ومن على شاكلتهم من المتطرفين سوى التعليم، ولن يخلصنا من الفقر والفساد والمرض سوى التعليم.. التعليم هو مشكلتنا المزمنة، والتعليم هو الحل والعلاج والأمل الوحيد!

السيد الرئيس.. هذا الشعب يستطيع بالعلم والتعليم أن يفعل ما لم يستطع أن يفعله شعب آخر.. والمصريون القدماء سبقوا العالم بالعلم وليس بالذهب والفضة.. والفرعون، كان، وظل عظيماً فى التاريخ الإنسانى لا لأنه كان غنياً ولكن لأنه كان حكيماً، وعظّم من قيمة العلم والتعليم!

[email protected]