عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

 

نتصور أن المرتكزات الأساسية لنهوض أى مجتمع، تعتمد فى الأساس على تعزيز قيم الحرية والعدالة، بما يضمن توسيع خيارات الناس واستثمار آرائهم، بعيدًا عن التقسيمات البغيضة، التى يضعها المنافقون أو المغيبون أو أصحاب الضمائر الميتة!

ما نمر به الآن من أحداث عبثية، يعبر بكل أسف، عن حياة سياسية ضامرة ذابلة، وأجواء متوترة مشحونة بالغضب، ومجتمع مسلوب الإرادة، وشعب يصرخ ويئن فى صمت، ولكن من دون مجيب!

فى ظل هذه الظروف المعقدة، والفساد الذى يأكل الأخضر واليابس، من المحال تحقيق أى تقدم أو تنمية، لأن الأمر أشبه بمن يحرث فى البحر، ولذلك لا أمل يُرجى إلا فى استفاقة تزيح هذا الكم الهائل من البلادة والنفاق.

ربما لا يمكننا إغفال وجود متآمرين فى الداخل والخارج، يتربصون بنا، ويتمنون لنا أن نظل مكبلين فى مستنقع العبث، من خلال التحريض أو تهييج واستثارة المشاعر، ووضعنا أمام خيارات مشبوهة، فى معادلة صفرية مفادها: إما حرب أهلية أو تدخل خارجي!

لكن ما يجعلنا نشعر بالأسى، أننا أصبحنا لا نفارق الصمت، الذى أصبح فضيلة وإن بدرجات متفاوتة لدى شرائح واسعة اعتادت السكون والخنوع، ولا يمكنها التخلص منهما إلا بمفارقة الروح!

لقد أصبحنا نعيش عصرًا عبثيًا، بدءًا بتأميم الوعى وليس انتهاء بتكميم الصمت، فى محاولات بائسة، للسيطرة على وميض الحلم والأمل لدى الناس، لصالح تبريرات فجة تنتهك الأدمغة وتدغدغ المشاعر!

نتصور أن ما يحدث من حولنا، ليس إلا دفع الإنسان و«حشره» فى زاوية اليأس، ووضعه «أسيرًا» دائمًا لمعادلة متناقضة، و«وأد» الأمل، و«قتل» الحلم.. وذلك باعتقادنا لن يُجدى نفعًا، إذا كانت القناعة واليقين لدينا: «ماذا يستحق أن نخسره فى هذه الحياة العابرة؟».

كثير من الأحداث، قد لا ينتبه كثيرون عما تحمله بداخلها، سواء أكان ذلك عن قصد أو بسوء نية، خصوصًا أنه عندما يكون السيناريو فاشلًا «كالعادة»، تكون «المسرحية» مكشوفة ومملة وتدعو للسخرية و«القرف»!

لكن، قطعًا هناك بعض الأحداث التى يمكننا أن نتوقف أمامها، ولن يستطيع أحد أن يجد لها مبررًا، خصوصًا ما يتعلق بالقضايا الكبرى ومصائر الناس، ولذلك نتمنى على كل من يخالفنا هذا الرأى أن يأتى بحجته، أو ليصمت!

الأمثلة كثيرة، وأكبر بكثير من حصرها فى سطور أو كلمات، لأن هناك البعض ممن يمارسون نرجسيتهم واستعلاءهم على المستضعفين فقط، ولا يعلمون أن هناك جُرحًا اجتماعيًا عميقًا يحتاج أن يلتئم، من خلال قوة الحق والعدالة التى تكسر غرور الظلم والاستبداد والقمع.

إذن، يجب ألا نوضع دائمًا أسرى لخيارات صعبة، فى معادلة يائسة، ما بين الخنوع فى مملكة الصمت، أو الإذعان فى جمهورية الخوف، لأن خطايا الصمت ترافقها نوايا الكبت، وما بينهما المجهول!

إن الواقع أليمٌ، ويحمل أوجاعًا ومرارات وخيبات أمل كثيرة، تبعث على السخرية، وأخرى محيرة يصعب فهمها أو تخيلها، تثير الشجون والأسى.. تتعاقب وتتلاحق بإيقاع سريع، ولا يمكن الربط بين مقدماتها ونتائجها، لأن ذلك أمر صعب الإدراك.

ولكن، رغم كل تلك القيود، أو التوقعات التى يكون التحليل معها جزءًا من التنجيم بالغيب، فإن «السكوت» على الهوان، ليس دائمًا علامة الرضا، أما هؤلاء الصامتون الذين ينتظرون حلولًا غيبية ووعودًا من السماء فنقول لهم: «عظَّم الله أجوركم»!

[email protected]