رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إلى القائد الملهم.. الزعيم الخالد.. الأمير المفدى.. صاحب الجلالة والسمو.. فخامة الرئيس.. فضيلة الشيخ.. نيافة الأنبا.. إلى المواطن العربي «البائس»:

بعد انتهاء «المهرجان الخطابي» لأعمال القمة الإسلامية الطارئة في اسطنبول ـ تزامنًا مع حالة الغضب الشعبي في جميع أنحاء العالم العربي والإسلامي بعد قرار ترامب بشأن القدس، يمكن القول إن المحصلة تساوي لا شيء!

التسريبات الغربية «المقصودة» تشير إلى أنه قبل 100 عام قام بعض القادة العرب بأول خطوة في بيع أرض فلسطين لليهود، اعتقادًا منهم أن القوى الأوروبية المنتصرة في الحرب العالمية الأولى ستضمن لهم الحكم على الأراضي العربية الموحدة.

كان هذا جوهر الصفقة الشهيرة مع بريطانيا ومندوب منظمة الصهيونية العالمية، ولكن ما حصل أن أوروبا على ضوء تلك الصفقة جمعت اليهود من أقصى دول العالم وأسكنتهم فلسطين، كما قاموا بتقسيم الأراضي العربية بين الأمراء والملوك والرؤساء العرب، وأثاروا بينهم البغضاء والعداوات والحروب.. المستمرة حتى الآن!

اليوم.. أحفاد أولئك القادة مشغولون بـ«الكيد السياسي» و«صفقة القرن»، بل بكل قضايا العالم باستثناء القدس، بعد إلهائهم في لعبة جديدة تسمى «إيران»، وتصويرها على أنها تشكل تهديدًا مباشرًا وخطيرًا على عروشهم الهشة!

الرد العربي والإسلامي «الرسمي» تجاه القدس ـ كما هو متوقع ـ جاء مائعًا هزيلًا، لا يرقى إلى غضبة الشعوب، تمامًا كما هي الحال مع بعض الجماهير المغيبة، وزمرة الإعلاميين المطبلين، وعلماء السلطة المنافقين، الذين سيلاحقهم العار بسبب مواقفهم المتخاذلة والخانعة!

بكل أسف، يحاول الغرب على الدوام الإمساك بخيوط اللعبة في الشرق الأوسط، وأن نكون في حالة ضعف دائم، كما أن كثيرًا من القادة لم يستوعبوا أن الغرب يستغل تخاذلهم وانبطاحهم وتبعيتهم، لاستنزاف مئات المليارات من الدولارت على شكل عقود وصفقات ونهب الثروات الطبيعة والبشرية لبلادنا!

القدس الشريف وغيرها من المدن الفلسطينية المحتلة، لن يحررها إلا من هم أهلًا لها.. الفلسطينيون أنفسهم، والشعوب الواعية الحرة، ومن يقف معم في العالم الحر.. هذا هو الفرق بين الأحرار الذين يقرؤون التاريخ ويعتبرون منه، والرسميين المتخاذلين الذين لايهمهم إلا عروشهم ودنياهم، حتى لو كان على حساب أقدس المقدسات.

نتصور أننا يمكننا رؤية الأحداث بمنظور مختلف، أكثر تفاؤلًا، وأن يكون هذا الهوان فرصة نادرة للم الشمل والوحدة، لأن ترامب بقراره الغبي الأخير ارتكب حماقة تاريخية، والأحمق يريد أن ينفعك فيضرك، وهذا الضرر على الكيان الصهيوني سيكون أشد وأنكى، لأنه قد يمثل شرارة أولى لزوال هذا الاحتلال الغاصب.

نعتقد أنه لم يعد ممكنًا الآن إمكانية الإمساك بالعصا من الوسط، كون أمريكا وضعت الكثير من قياداتنا في عنق الزجاجة.. فهل يوجد الآن من يراهن على الحل السياسي بعد نسف حل الدولتين.. ألم تعد هناك قناعة بأن الدبلوماسية ليست طريقًا لاستعادة شبر واحد من أراضي فلسطين.. أو أن الحل الوحيد يتمثل بالدخول في مسار صحيح عنوانه دعم فصائل المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني؟

ما يحدث الآن يستوجب تناسي الخلافات حاليًا، وذلك أضعف الإيمان، والتوحد تحت راية القدس، بعيدًا من المزايدات الرخيصة والكيد السياسي، والحنجوريين أصحاب الشعارات الزائفة، والمزايدين والمتاجرين بالقضية!

ويبقى الرهان دائمًا على استفاقة إسلامية عربية، ووعي الشعب الفلسطيني، الذي يعد الحجر الأساس للمرحلة المقبلة، التي أرادها ترامب بداية النهاية لفلسطين، والتي باعتقادنا يمكن أن تكون بداية النهاية لزوال «إسرائيل».

[email protected]