رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الحادث الإرهابي الأخير الذي تعرض له المصلون الآمنون العُزَّل في مسجد الروضة بسيناء، وخلَّف وراءه استشهاد 305 أشخاص، من بينهم 27 طفلًا كانوا برفقة ذويهم، وإصابة 128 آخرين، هو مأساة مروعة وعمل فاجر.. مُدان ومرفوض.. تخجل أمامه كلمات الأسى والحزن.

تلك المشاهد البشعة التي أدمت القلوب، فاقت حدود العقل والمنطق، وتخطت كل القيم الإنسانية، ولذلك نتصور أنها نتاج طبيعي لما ابتلينا به في العقود الأخيرة بنزعة التطرف، التي رسخ لها «الدين الوهابي»، المصدر الرئيس لتصدير الأفكار الشاذة والفتاوى العجيبة، كأحد واجهات التطرف العقيم، التي يعاني منها الدين الإسلامي.

هذا الهجوم الدامي الذي شنه مسلحون تكفيريون جبناء، كان فاجعة أليمة ومأساة مروعة، أصابت قلوب المصريين جميعًا، ولذلك نرجو من الله أن تضع حدًا ونهاية فاصلة لهذا العبث الإرهابي اللعين، وبداية مرحلة جديدة للقضاء عليه، وقطع أيادي الغدر التي تحاول العبث بالأمن والاستقرار.

ما حدث يدفعنا إلى عدم الاستسلام إلى ضربات الإرهاب، التي حوّلت مشهد قتل المصلين الأبرياء الأطهار على يد الإرهابيين القتلة، إلى تكرار ممل، وكأن المصريين أصبحوا على موعد دائم مع الإرهاب الأسود.. فلا نكاد نفيق من غفوة أليمة حتى نستيقظ على كابوس مرعب.. نتجرع الحسرة تلو الأخرى.

وعلى رغم المرارة والفاجعة، نتصور أنه حان الوقت لتكاتف المصريين جميعًا، ضد الإرهاب الغادر، ومنع محاولاته البائسة واليائسة لنشر الاضطرابات في أنحاء الوطن.. فلا دماء بلا ثمن، ولا أرواح تصعد إلى بارئها من دون ردع، والعقاب آتٍ لا محالة، والحساب عاجل.. نرجو ألا ننتظره طويلًا.

نتصور أن المجزرة الأخيرة لا تعدو كونها تعجيلًا بنهاية الإرهاب، الذي أصبح يترنح ويلفظ أنفاسه الأخيرة، لأن الإرهابيين الذين ارتكبوا تلك المذبحة، لا دين لهم.. فهم يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادًا، ولا مفر من تعقبهم والقصاص منهم، جزاءً لما اقترفته أياديهم القذرة، من جريمة يندى لها الجبين، وتقشعر لها الأبدان.

نعلم أن التكفيريين يسعون بكل خسة وحقارة إلى زعزعة استقرار الوطن، والنيل من وحدته، لتهديد الأمن القومي، وتقويض كل محاولات التنمية، من خلال فتح جبهات جديدة واستدراج قوات الجيش والشرطة إلى دائرة استنزاف بلا أي داعٍ.. وهذا سبب كافٍ لمواجهة الإرهاب الأسود بكل حزم وحسم.

إن الجرائم التي يرتكبها هؤلاء الإرهابيون لا أصل لها في الشرائع السماوية‏، ولا يستند القائمون بها إلا على الإفك والضلال.. فأي أعمال قتل بحق أبرياء يمكن تصنيفها جهادًا؟، وأي فتاوى يستندون إليها تعد زحفًا مقدسًا!.. إنهم جبناء، أصحاب أيادٍ غادرة، يجب مواجهتهم بكل قوة غاشمة.

الهجوم الإرهابي الأخير على مسجد الروضة هو حالة حرب حقيقية، لن تكسر الدولة، لأن مصر بتاريخها وشعبها، أكبر من أي أفراد أو تنظيم أو جماعات، مهما كان حجمها أو وزنها، وما فعله هؤلاء الإرهابيون من جريمة خسيسة نكراء لن تنال من عزيمة الوطن بشعبه وجيشه في اقتلاع الإرهاب من جذوره.

إن حرمة دم المسلم أشد من حرمة هدم الكعبة، وزوال الدنيا أهون عند الله من قتل نفس مؤمنة، وما اقترفه المارقون بحق المصلين لا أقل من أن نصفها بجريمة ضد الإنسانية، لأن هؤلاء الضالون مفسدون في الأرض، يحاربون الله ورسوله، ولذلك نعتقد أن حوادث الإرهاب لن تُخيف أحدًا، ومهما فعلوا، أو حاولوا استساخ تجارب عفنة، فلن تحقق أي نجاح، ولن يكتب لها أي استمرار.

[email protected]