رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

 

رغم أن إيران التزمت بالاتفاق النووى الذى وقع بينها وبين مجموعة خمسة + 1 فى يوليو 2015، ورغم أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أكدت هذا الالتزام، وأن ايران قامت بالوفاء بكل بنوده، وأن هذا ما أقره المفتشون الدوليون الذين يراقبون تنفيذ ايران للاتفاق، رغم هذا خرج ترامب عن القواعد المرعية وأطاح بالعقلانية، عندما طالب الكونجرس بإعادة التفاوض حول بعض بنود الاتفاق بشكل يضمن معه منع إيران من صنع سلاح نووى بل ويلزمها بوقف تجاربها الصاروخية لا سيما بعد أن نجحت فى إطلاق صاروخ باليستى يصل مداه إلى أكثر من ألفى ميل. لقد أصيب ترامب بالهذيان وتملكته نغمة نشاز عندما طالب بإلغاء الاتفاق إذا لم تمتثل طهران للشروط، وتقبل بإعادة التفاوض حول الاتفاق. ولا يمكن لإيران منطقيا أن توافق على ذلك لا سيما وأن الدول التى وقعت معها الاتفاق، تعارض إعادة التفاوض حوله وهو الذى يمثل بالنسبة لهم خطوة مهمة فى تحقيق الأمن والسلم الدوليين.

وهكذا يعيد ترامب من جديد الخطأ الذى تردى فيه بوش الصغير عند التحضير لغزو العراق 2003 وهو الغزو الذى حول العراق ودول المنطقة إلى وضع مزرٍ زاخر بالصراعات وعدم الاستقرار. ذلك أن بوش وحليفه بلير ادعيا كذبا امتلاك العراق لأسلحة دمار شامل يمكن أن تلحق الضرر بالغرب خلال 45 دقيقة، رغم نفى فريق المفتشين الدوليين وجود هذه الأسلحة. اليوم يعيد ترامب الخطأ نفسه ويتعامل مع الملف النووى على هذا النحو، ويرفض الإنصات للخبراء الذين يؤكدون التزام ايران بالاتفاق النووى، بل ويتجاهل عن عمد رأى قادة أمريكا العسكريين الذين لا يرغبون فى الحرب، ويؤثرون الوسائل السلمية. غير أن أمريكا اليوم لن تكون قادرة على شن حرب ضد ايران، لن يستطيع ترامب غزو إيران واحتلالها وتفكيك نظامها السياسى، ولهذا فإن تهديدات ترامب لإيران تمثل خطرا بالغا إلى الحد الذى يمكن لها أن تدفع بالأمور إلى خارج نطاق السيطرة.

أما الدعم الأوروبى للاتفاق النووى، فيعد إنجازا سياسيا مهما لإيران، وينسف شكوك ترامب ومحاولاته إجهاضه. فلقد أكد وزراء دول الاتحاد الأوروبى فى 16 أكتوبر الجارى عزمهم على الحفاظ على الاتفاق النووى مع ايران، ليمثل هذا صفعة على وجه ترامب وسياسته العبثية التى يمكن أن تقود الأمور إلى مستوى أبعد من التوقعات.