رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

المصريون يعيشون أيامًا في غاية الصعوبة، في ظل حكومة تبحث عن «القرارات السهلة»، للعمل على سد عجز الموازنة، من خلال فرض ضرائب جديدة أو زيادة في الأسعار أو خفض الدعم... ولا تحاول أن تُجهد نفسها بإيجاد قرارات أو إجراءات تصب في «مصلحة الشعب» ورفع المعاناة عنه!

مرَّت ذكرى انتصارات حرب أكتوبر المجيدة بهدوء تُحسد عليه الحكومة، من دون أي إجراء جديد يعكر الصفو، أو مفاجآت تنغص حياة المصريين، حيث اعتاد الناس في كل «خميس» ـ خصوصًا إذا صادف يوم عطلة ـ على سماع قرارات صادمة، تمس زيادة في أسعار السلع والخدمات!!

نعتقد أن ذاكرة المصريين لم تضعف بعد بشأن «هدايا» الحكومة، والتي بدأ الشعب يتلقاها منذ سبتمبر من العام الماضي، بإقرار ضريبة القيمة المضافة، حيث بدأ تطبيق القانون بنسبة 13% بالعام المالي 2016/ 2017، ثم ارتفعت إلى 14% منذ بداية العام المالي 2017/ 2018.

لم يكد يمر هذا القرار مرور الكرام، حتى كانت المفاجأة المدوية بتحرير سعر الصرف، يوم الخميس 3 نوفمبر 2016، ليرتفع الدولار «الذى كان سعر صرفه الرسمى عند (8.8) إلى نحو 20 جنيهًا»، قبل أن يبدأ رحلة انخفاض بطيئة، ليستقر سعر العملة الأمريكية إلى أقل من 18 جنيهًا.

وعلى رغم معاناة المصريين من آثار تعويم الجنيه ـ التي ما زالت توابعها مستمرة حتى الآن ـ إلا أننا فوجئنا يوم الخميس 12 يناير 2017، بالإعلان عن زيادة أسعار 3 آلاف صنف دوائي من المستحضرات المتداولة، ما ترتب عليه اضطراب في سوق الدواء.

الصدمة الرابعة كانت «عيدية» الحكومة للشعب في أسبوع إجازة عيد الفطر، وبالتحديد يوم الخميس 29 يونيو الماضي، بزيادة أسعار الوقود والمحروقات للمرة الثانية خلال 8 أشهر، بنسب تراوحت بين 42% و100%.

أما الزيادة قبل الأخيرة فكانت يوم الخميس 6 يوليو الماضي، حيث تم الإعلان عن زيادة كبيرة في أسعار شرائح استهلاك التيار الكهربائي، أعقبها آخر تلك الزيادات يوم الخميس 28 سبتمبر الماضي، بإعلان الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات عن زيادة أسعار كروت الشحن بنسبة 36%.

تلك القرارات وغيرها، تسببت في موجات غلاء متوحشة، عصفت بحياة المصريين، الذين توهموا ـ منذ قرار التعويم ـ أن موقعهم المستقر لعقود في عنق الزجاجة لن يستمر طويلًا، فالتزموا الصبر والصمت على القهر والجوع و«الضنك»، للعبور إلى بر الأمان، لكنهم لم يتصوروا أن الأسوأ لم يأتِ بعد!!

نعتقد أنه لم يعد يجدي نفعًا تكريس ذريعتي الزيادة السكانية الكبيرة التي تلتهم موارد البلاد المحدودة والمنهوبة، أو التصدي للأخطار الداخلية والخارجية التي تهدد الأمن القومي والمتآمرين على الوطن، كما لم يعد ممكنًا تبرير تهاوي الوضع الاقتصادي الذي أصبح كارثيًا!

المصريون الآن يعيشون واقعًا مزريًا، ومستقبلًا مرعبًا، بعد أن أصبح ثلثا الشعب تقريبًا تحت خط الفقر، ولم يعد المواطن قادرًا على تأمين طعامه الأساسي، فيما يظل الثلث الأخير يقاوم آثار الغلاء الطاحنة حتى الرمق الأخير، وبالتالي نفد مخزون الصبر، ولم يعد يجدي نفعًا تقديم النُّصح لهؤلاء الغلابة أن يتشبثوا بالصبر والصلاة!

إن خارطة «وشوش» المصريين، أصبحت ناطقة بالإحباط والغُلب والقهر، في ظل تآكل واندثار الطبقة الوسطى، التي أفقرتها الإجراءات والقرارات الحكومية منذ التعويم، ولذلك نتصور أن استمرار العشوائية والتخبط  وإصدار قرارات جديدة لن يكون محمود العواقب.. فالصبر له حدود، والتحمل أيضًا!!

[email protected]