رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ع الطاير

 

الفرق بينك وبين أي مخترع أو قائد عظيم هو الشعور بالدهشة بمعني أنه يري الأشياء فلا يألفها ويعتاد عليها وإنما يندهش ويفكر ويتساءل لماذا هي هكذا، فالدهشة هي التي تدفع الناس إلي التفكير وتغيير الواقع وإذا اعتادت أعيننا علي الأشياء كما نراها لما كانت الاختراعات والاكتشاف.

والدهشة هي بداية التغيير عند القادة والزعماء والوزراء والمدراء أيضا حتي لا يبقي الوضع كما هو عليه، فالقائد والفيلسوف والمصلح والمخترع شخص يرفض التعود علي الواقع أو قبوله كما هو وكانت دهشة نيوتن من سقوط التفاحة اكتشافا لقانون الجاذبية، ودهشة ابن فرناس من قدرة الطيور علي الطيران بداية لاختراع الطائرات، إذن أي تطوير أو تغيير مرتبط بالدهشة، والأشخاص الذين غيروا العالم هم أشخاص رفضوا التعود علي الواقع واندهشوا وتعجبوا من أمور يراها العامة عادية، ولو أنك مازلت تندهش فاعلم أنك بخير أو أن لديك رغبة في الحياة.

مناسبة هذا الكلام هو الحدث التاريخي لقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مصر والذي يشهد إطلاق خدمات تكنولوجيا الفور جي رسمياً في مصر وانتهاء عصر سرعة السلحفاة في خدمات الانترنت  واختفاء عبارة السيستم واقع يا سيدي من المصالح الحكومية ويعني بداية حقيقة الاقتصاد والمجتمع الرقمي وهنا لابد من الإشادة والتقدير للمهندس ياسر القاضي، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، فهو رجل لم يستسلم ولم يرض بالواقع ولم يقل ليس في الإمكان أبدع مما كان ولكنه اندهش من تخلف قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وعدم مشاركته بقوة في الاقتصاد المصري وعدم قدرته علي نقل المجتمع نقلة حضارية هائلة كما حدث في كثير من المجتمعات ونظر فوجد ان سرعة الانترنت في مصر أقل من نصف ميجا وأن هناك معاناة عند الناس والشركات وأن تكنولوجيا الفور جي في العالم كله إلا مصر وتشاد وسعي الرجل إلي تغيير هذا الواقع المزري كما وجد محرومون من وجود مثل هذه المناطق التكنولوجية القادرة علي تغيير وجه الحياة وخلق فرص تعليم وتدريب والأهم فرص عمل وتصدير وخلال عامين نجح القاضي بسرعة وكفاءة تغيير خريطة قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ليشمل مصر كلها ويدخل في الحياة اليومية لكل الناس وتحولت مكاتب البريد إلي مكاتب خدمة متكاملة وتحولت الخدمات الحكومية إلي خدمات آلية وقريباً ستختفي الأوراق من التعاملات الحكومية.

إذن نحن لا ينقصنا إلا قيادات من هذا الطراز في كل قطاعات الدولة لك النوع من الرجال الذي يترك بصمة ويغير ولا يرضي بواقع سخيف متخلف متعفن ولا يستسلم أبداً لضغوط ومقولات أولئك أصحاب الطاقة السلبية مثل مفيش فايدة وانت حتغير الكون خليها ماشية أو الصبر طيب برغم ان الصبر أصبح في العالم كله لوناً من ألوان الانتخة والكسل والاستسلام المرفوض الذي لا يورث سوي التخلف والفقر والمعاناة واليأس.