رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عندما قرر زعماء ست دول بمنطقة الجزيرة العربية المطلة على «الخليج»، تأسيس كيان سياسي وإقليمي للتعاون عام 1981 ـ نظرًا لتشابه الطبيعة الجغرافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية ـ لم يكن يخطر ببالهم أن يأتي يوم يتعرض فيه هذا الكيان الوحدوي إلى «إعصار» يقتلع جذوره.

خلال العقود الماضية، شهدت المنظومة الخليجية تقاربًا واضحًا وتجانسًا لافتًا وقفزات هائلة في إنجاز وحدة متكاملة، على كافة الأصعدة، وبدا الأمر مقدمة لانصهار كامل في دولة عملاقة موحدة، رغم وجود بعض التوترات، في عدد من الملفات الإقليمية والدولية.

ورغم التباين الخليجي اللافت حول ملفات المنطقة الشائكة، كالقضية الفلسطينية والأحداث في سورية وليبيا والعراق و«ثورات الربيع العربي»، إضافة إلى العلاقة مع إيران، إلا أن الأزمة القطرية الأخيرة، لم تعد «مكتومة»، داخل البيت الخليجي، وأصبحت «مستباحة» إقليميًا ودوليًا!

نعتقد أن السياسة القطرية، خلال السنوات الماضية، لم تكن تلقى ارتياحًا خليجيًا عامًا، حيث واصلت تحليقها خارج السرب، في تلك المنظومة المتشابهة إلى حد التطابق، ولكن تراكم المواقف السلبية استدعى أربع دول «السعودية والإمارات والبحرين ومصر» باتخاذ موقف مفاجئ وغير متوقع، بقطع العلاقات وفرض حصار شامل ضد قطر!

يمكن القول إن مواقف الدوحة خلال 6 سنوات، جلبت لها الكثير من المشكلات الحقيقية، وجعلتها «في مهب الريح»، أمام عاصفة هوجاء تهدد بقاءها، خصوصًا أن تصرفاتها في 20 عامًا كانت «خارج النصّ»، ولم تتوانَ خلالها من ركوب المخاطر والصراع في بحر السياسة الهائج.

صحيح أن سياسات الدول، عبارة عن اختيارات خاطئة أو صائبة، لأنها تقرر ما تراه مناسبًا، بناءً على ظروفها ووفقًا لمصالحها، لكننا نتصور أن السياسة القطرية، تحتاج إلى إعادة نظر في كثير من المواقف، حتى تستطيع أن تحافظ على مكانتها التي حققتها خلال العقدين الأخيرين.

الشواهد الحالية، تؤكد أن الوضع أصبح أكثر تعقيدًا، ويُنذر بالكثير من التغيرات في المستقبل القريب، وما يجري حاليًا من اصطفافات وتحالفات، سوف تستتبعها عوالم ضعف حقيقية تؤثر سلبًا على الشعوب والدول العربية جميعها ـ من دون استثناء ـ خصوصًا في ظل فشل الوساطة الكويتية حتى الآن!

الأزمة القطرية المستمرة منذ ثلاثة أشهر ونصف، وضعت العالم العربي «المأزوم» بالفعل، في مأزق لا يُحسد عليه، بعد أن استعصت على الحل، وخروجها عن إطار الوساطات و«تبويس اللحى»، ووشائج القربى والأخوة والتاريخ والجغرافيا.. وروابط الدم والمصاهرة واللغة والدين!

الأحداث المتسارعة خلال الفترة الماضية لم تتوقف على الحملات الإعلامية المسمومة، واستخدام كافة الأسلحة المحرمة إنسانيًا وأخلاقيًا، بدءًا من وسائل الإعلام، ومرورًا بمنصات التواصل الاجتماعي، وليس انتهاءً بالأغاني!!

نعتقد أن الأزمة الخليجية ازدادت تعقيدًا وتصعيدًا وتشابكًا، ما ينذر بمواجهة «غير محمودة العواقب»، نظرًا لاستمرار التصعيد بشكل جنوني، خصوصًا في ظل عدم «إذعان» قطر، التي أصبحت في موقف صعب للغاية، يُضعِف فرصتها على الصمود أمام هذه العاصفة العاتية أو حتى مواجهتها!

نتصور أن استمرار تصعيد هذه الأزمة سينجم عنه تداعيات مقلقة للغاية على المنطقة برمتها، بعد دخولها «بازار» التدخلات الإقليمية والدولية، التي تدفع نحو مآلات خطيرة، حيث تبدو في الأفق مؤشرات قوية لتغيير النظام القطري، والذي إن تحقق سيكون بداية مرحلة سقوط الأنظمة الخليجية المتشابهة تباعًا!!

[email protected]