رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

العلماء الحقيقيون، لطالما كانت العزة من شيمهم وأخلاقهم، والتواضع تاجًا يُزَيِّن رؤوسهم.. يعتزون بالمُصلحين، فيُقِرُّون بفضلهم، ويقدرون مواقفهم، ويتخيرون من آرائهم، ولا ينحازون لفكرهم.

هؤلاء يُنصفون غيرهم من أنفسهم، فيقفون عند حدود علمهم، لا يتجاوزونه، ولا يتدخلون فيما ليس من اختصاصهم.. إنهم المتواضعون الذين يُدركون أن بضاعتهم في العلم قليلة مهما زادت، وبسيطة مهما عظمت.

في فترات السقوط والتردي، تتراكم مظاهر تغييب العقول، والسطو على وعي الناس ووجدانهم.. تارة من المتاجرين باسم الوطن، وتارة أخرى باسم الدين من قِبل ما يمكن تسميتهم بـ«الدعاة الجدد» الذين يمتهنون دعوة المسلمين إلى الإسلام!!

بكل أسف، نعيش منذ ثلاثة عقود تقريبًا في مستنقع «البهتان»، بعد أن ابتلينا بهؤلاء «الدعاة الجدد»، الذين «طفحوا» على السطح، وتصدروا المشهد الديني، على رغم أن عددًا منهم «جهلاء بالفطرة»!

يتبنى هؤلاء «الدعاة الجدد»، كما يطلق عليهم إعلاميًا، أو «نجوم الشباك» بالمصطلح السينمائي، خطابًا يدل على أن الإسلام أصبح شبه دين، وفي أحسن الأحوال صار دينًا هشًا يُخشى على أتباعه، الذين صاروا ضعيفي الإيمان، من أخطار الإلحاد أو التطرف!!

ربما «دعاء» أحد هؤلاء «الدعاة الجدد» ـ الذي لا يستهويني كغيره ـ في يوم عرفة، هو ما حفزني على الكتابة عن هذه الظاهرة، بعد أن اختص بالدعاء متابعيه ومحبيه ومعجبيه عبر صفحته على «فيسبوك»، دون سواهم!

ليس هذا فحسب، لكن الدعاء التمثيلي والأداء الرخيص والطريقة الممجوجة والمستفزة، في فيلم المتاجرة بالدين، كان استفزازًا غير مقبول، ومشهدًا عبثيًا لا يرقى إلى مستوى الأداء في أفلام المقاولات الهابطة!

نتصور أن من كان قلبه عامرًا بالإيمان يكون مطمئنًا ولا يحتاج إلى رفع صوته بالدعاء، سواء أكان فعليًا أمام الناس، أو افتراضيًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وإنما لأن عِلم الله بحاله يغني عن سؤاله، وإيمانه بآياته البينات «ادعوا ربكم تضرعًا وخفية»، «واذكر ربك في نفسك تضرعًا وخيفة ودون الجهر من القول»، «ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفًا وطمعًا».

قد يكون «سوق الدعوة» الآن، كغيره من المجالات، يمر بفترة كساد، ما يجعلنا نتوقع أن نشاهد بعض هؤلاء «التجار» يتحولون قريبًا إلى مجالات أخرى، لتحقيق الأرباح، بعد أن مُنِي بعضهم بنزيف خسائر لم يتوقف منذ سنوات، ماديًا وجماهيريًا!

أزعم أنني لستُ واحدًا من متابعيهم، أو المتأثرين بخطاباتهم الدعوية، سواء من خلال حساباتهم الشخصية والرسمية على مواقع التواصل، أو في برامجهم الإذاعية والتليفزيونية، التي أراها نمطًا مكررًا لمشاهد سينمائية توضع حشوًا في الأفلام الهابطة لضمان شباك التذاكر «كامل العدد»!

كثير من هؤلاء أصبحت «بضاعتهم» عبارة عن مشاهد تمثيلية، تتخللها فواصل الاستخفاف بالدين والإفراط فيه، وسرد بعض القصص واللجوء للتشويق والإثارة والتفاؤل والترغيب بالرحمة والمغفرة والميل إلى المزاح والنكات، على طريقة «الجمهور عاوز كده»!

قد يلجأ بعضهم إلى صنع هالة حوله، أو «شو إعلامي» يحيط به، أو ربما يكون «ستايل» الملابس الغريب، مدخلًا إلى قلوب المتلقين، أضف إلى ذلك استخدام كلمات و«إفيهات» قد تُطرب الآذان، خصوصًا لدى فئة الشباب.

لعلنا نلاحظ في السنوات الأخيرة أفول نجومية هؤلاء، حيث لم يعد لحضورهم بريق كما كان في السابق، أو زخم يجتذب الناس، لذلك يلجأون للاستفادة من أدوات العصر الحديث في التواصل مع الجمهور، واستجداء متابعتهم و«لايكاتهم»!

[email protected]