رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كنا نعتقد أن القرن الحادي والعشرين، يحمل معه بشائر الحرية الحقيقية، وقيم المحبة والتسامح.. لكن ما إن اقتربنا من نهاية العقد الثاني، حتى أطلَّت علينا بانوراما التطهير العرقي ضد مسلمي الروهينجيا في ميانمار، بشكل همجي وبربري لم يسبق له مثيل!!

ما يحدث لمسلمي الروهينجيا من إبادة جماعية ممنهجة هو بلا شك «جريمة القرن»، يُشارك فيها النظام العسكري الفاشي الحاكم، والكهنة الذين لا يتوقفون عن شن حملات الكراهية المتتالية، وزعيمة المعارضة أونج سان سو «الحائزة على جائزة نوبل للسلام!»، وكافة المنظمات الدولية الصامتة والعاجزة!

ليس التطهير العرقي فقط هو ما يتعرض له مسلمو الروهينجيا في السنوات الأخيرة، حيث يتعرضون لصنوف أخرى من التنكيل والتعذيب، كما تُمارس ضدهم جريمتي الاتجار بالبشر وتجارة الأعضاء، بشكل غير مسبوق في التاريخ الإنساني الحديث!

المشاهد العبثية الحاصلة لمسلمي الروهينجيا يؤكد أنهم أكثر شعب مضطهد في العالم، وما يحدث لهم ليس من نسج الخيال، بل حقيقة واقعة مؤلمة، تروي لنا فصولًا مؤسفة يندى لها جبين الإنسانية، التي فضلَّت الصمت المريب، تجاه بشر ينتمون إلى بني الإنسان، بغض النظر عن الدين أو العرق أو اللون!

«البقاء على قيد الحياة».. شعار يلخص مأساة الروهينجيا الهاربين من بطش وظلم وترويع مواطنيهم البوذيين، بعد أن تركوا قراهم وبيوتهم وأراضيهم ليهربوا بأرواحهم، فما كان من البلدان المحيطة إلا أن أغلقت الأبواب بوجوههم، في مثال صارخ للانحطاط الإنساني!

«الفتور» و«اللامبالاة» أصبحا سيد الموقف، سواء من المجتمع الدولي، أو العالم الإسلامي على امتداده، وكافة المنظمات التي تدَّعي اهتمامها بالدفاع عن حقوق الإنسان، أو أوروبا التي تتشدق ليلًا ونهارًا بالحرية.. الجميع لم يحرك ساكنًا تجاه ما يحدث، حيث بدا الأمر وكأن مَن يُحرقون أحياء، هم «مخلوقات» من كوكب آخر!

ما يحدث لمسلمي الروهينجيا يعتبر كارثة إنسانية بكل المقاييس، والتطهير العرقي الحاصل هناك، يؤكد تفشي ظاهرة تنامي مشاعر الانتقام بين أبناء الوطن الواحد، وتأجيج النعرات الطائفية ومشاعر الكراهية، وقتل قيم المواطنة، وانهيار أبسط حقوق الإنسان!

يجب أن يتحمل العالم مسؤولياته الأخلاقية، ولا خيار أمامه إلا بالتدخل الفوري والعاجل، لأن ما يحدث هناك يُعبر عن روح ضيقة غير متسامحة، واستفزازًا لأكثر من مليار ونصف المليار مسلم فى العالم، وهمجية تعبر عن عنصرية، وتطرف ديني، وتحريض غير مبرر أو مقبول على الإطلاق!

ما يحدث في ميانمار يكشف مأساة الإنسان الذي لم يعد لديه غير أن يلقى الموت أو يشارك مرغمًا في قتل أخيه الإنسان، وهو أمر يكشف بوضوح كيف تحولت قضية شعب بأكمله من كفاح ضد نظام مستبد بالجميع إلى مذبحة أهلية ينشغل فيها البوذيون بكره المسلمين.

إن مسلمي الروهينجيا الذين يعانون من الاضطهاد والعنصرية، ليسوا أول مَن يُمارَس ضدهم أبشع أنواع العقاب الجماعي على أساس ديني أو طائفي، كما أنهم ليسوا آخر مَن يتعرضون قسرًا لعمليات النزوح الجماعية، حيث سبقهم الكثير من المسلمين في دول عدة بأفريقيا وآسيا، وحتى أوروبا!

بكل أسف، أصبحت مأساة الروهينجيا، في داخل ميانمار وخارجها، حربًا عرقية أيديولوجية دولية وغير إنسانية، توظف ظاهرة «الإسلاموفوبيا» المتنامية حول العالم، لـ«نحر» المسلمين كـ«أضاحي» افتراضية جاهزة لأي إشكال سياسي!

 

[email protected]