عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك».. كلمات رائعة تفيض بالإسلام والاستسلام، ومعانٍ سامية تحمل وهج الحياة ومنهاجها، واستجابة متكررة لخالق عظيم رحيم.

«لبيك».. خضوع تام وانقياد لله رب العالمين، وتلبية تلخص كل ما في الفريضة من معانٍ ودلالات، واستجابة لنداء «خليل الرحمن» عليه السلام، فكانت إجابة البشر من مشارق الأرض ومغاربها طلبًا لمرضات الله واستجابة لندائه.

هذه «التلبية» وما تحمله ألفاظها من معاني الاستجابة لداعيَ الله، تعد تنزيهًا عن الشرك، وأن الحمد له وحده والنعمة والملك له وحده، وتكرارها باللسان وانشغال القلب بها يعتبر تأكيدًا وتثبيتًا لمعاني الإيمان والتوحيد والشعور بفضل الله وفقرنا إليه.

تلك «التلبية» العظيمة لن تنقطع ما بقي على الأرض مؤمن موحد، ولذلك فإن المسلم بحجه البيت الحرام وتعظيم شعائر الله، وعقد العزم على طاعة المولى سبحانه، واتباع سنة نبيه الكريم، يحقق مصالحه في الدنيا والآخرة، حيث يغفر الله للحجيج، ومبالغة في إكرامهم يُلقي في روعهم أنه قد غفر لهم، فيعودوا مطمئنين كيوم ولدتهم أمهاتهم.

إن الحج هو ركن الإسلام الأعظم، ومن أفضل الأعمال والقربات إلى الله، فالحج المبرور ليس له ثواب إلا الجنة، وهو سبب لغفران الذنوب، وأداء هذه الفريضة ينفي الفقر، لأن الحاج وافدٌ على الله، ومن وفد على الله أكرمه الله.

كما أن الحج تشريع إلهي وعبادة متميزة وشعيرة مقدسة ذات أهمية كبرى، ومن أهم الفرائض الدينية على المسلمين، ولذلك فإننا على يقين من أن الله سبحانه شرَّع الحج لحكمة ومصلحة، لأنه عز وجل حكيم عالم بمصالح العباد «وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ...».

إن فلسفة تشريع الحج، تكمن في أنه رمز بقاء الإسلام، والنبض المعبر عن تقارب الأمة الإسلامية وتماسكها ووحدتها ورَصِّ صفوفها، كما أنه يعد دليلًا معبرًا عن منشأ قوة الدين وحيويته، ولذلك نتصور أن الحج ليس عملًا تعبديًا فحسب، بل يُعَدُّ أحد أهم الشعائر الإلهية التي أنعم الله بها على المسلمين دون غيرهم من الأمم.

نعتقد أن المنافع المتصورة للحج كثيرة ومتنوعة، لا تكاد تجتمع في غيرها من العبادات، فهو مؤتمر إسلامي عالمي لا نظير له، ومصدر عظمة المسلمين وتقوية شوكتهم وقوتهم وعزتهم، وشعاع الفخر المتبقي لديهم، حيث يبث في نفوسهم كل عام روح الإيمان والتقوى والالتزام الديني.

إن فريضة الحج تجسد بمجموع شعائرها معنى تعبديًا خالصًا، لأنها معراج للروح وشوق للمعبود وتجرد من حطام الدنيا وتحرر من قيود التبعية، كما أنها تعد عملًا تربويًا يساهم في بناء شخصية المسلم، وإعادة تنظيمها وتصحيح مسيرتها في الحياة، وتسديد وجهتها ومسارها إلى الله تعالى.

تلك الفريضة العظيمة لم تستطع أيدي «العابثين» أن تعطلها على مدار التاريخ، رغم سعيهم الحثيث لإفراغها من مضمونها ومحتواها الكبير، وكما قال بعض المفكرين والساسة في الغرب: «ويلٌ للمسلمين إذا لم يعرفوا معنى الحج.. وويلٌ لأعداء الإسلام إذا أدرك المسلمون معنى الحج»!

[email protected]