هموم مصرية
بعد أن تحولت شوارعنا ـ بل والحارات ـ إلى جراجات للسيارات.. وبسبب ارتفاع ثمن أى سيارة، ولو كانت موديل الخمسينيات.. ومع انتشار ظاهرة سرقة السيارات.. كان لابد أن يعمل مالك أى سيارة على تأمينها وحمايتها من السرقة.
ورغم أن شركات صناعة السيارات ـ خصوصاً الغالية منها ـ نخترع كل فترة وسائل ضد السرقة، خصوصاً مع مفاتيح التشغيل الرقمية، إلا أن البعض لجأ إلى وسائل تبدو بدائية لحماية سيارته من السرقة.. وآخر ما رأيته من أيام: كلبشات يتم تركيبها بسهولة فى أى إطار من إطارات السيارة.. يقوم بنفس المهمة التى يقوم بها الكلبش الذى تستخدمه إدارات المرور لمنع تحريك السيارة المخالفة.. لحين دفع غرامة المخالفة.. بدلاً من عملية رفع السيارة وسحبها الى مقر إدارة المرور.
< وهذا="" الكلبش="" يباع="" الآن="" فى="" محال="" السوبر="" ماركت="" الكبيرة="" أو="" فى="" سلاسل="" «الهايبر="" ماركت»="" الكبيرة..="" وما="" عليك="" إلا="" أن="" تقوم="" بنفسك="" بوضعه="" فى="" أحد="" إطارات="" السيارة="" ليتم="" تثبيتها="" تماماً..="" ويعجز="" الحرامى="" عن="" سرقة="">
وليس سراً أن لصوص السيارات يختارون الآن السيارات الغالية.. أو الموديلات النادرة ليس فقط لإجبار أصحابها على دفع المعلوم.. لاستعادتها.. ولكن هناك الآن «ورش» خاصة فى الأرياف.. مهمتها «تقطيع» السيارة. وهو تعبير معناه تفكيك أجزاء السيارة.. ليس فقط الموتور.. بل والزجاج والأبواب والجنوط.. أى ببساطة تحويلها الى «قطع غيار» تباع فى محلات قطع الغيار التى تحمل اسم «استيراد» ولمن لا يعرف فإن هذه العملية تأتى بربح كبير للحرامى وللعصابة ربما أكبر من أن تباع السيارة كاملاً.. مع مخاطر اكتشاف السيارة الكاملة.. أم بيعها ليس فى شكل خردة.. ولكن قطع غيار، فكل العصابة فى أمان.
< وعرفت="" مصر="" حكاية="" «تقطيع»="" السيارة="" المسروقة="" منذ="" سنوات="" أى="" منذ="" التهبت="" أسعار ="" قطع="" الغيار="" حتى="" أن="" من="" المستوردين="" من="" كان="" يسافر="" الى="" أوروبا="" لشراء="" السيار="" ات="" القديمة="" وشحنها="" الى="" مصر="" ليتم="" «تقطيعها»="" وبيع="" أجزائها="" على="" شكل="" قطع="">
ولأن لكل شىء.. ما يواجهه.. زادت عمليات سرقة السيارات طلباً للقطع التى تباع على أنها مستوردة!! وفى هولندا مثلاً وهى أكبر دولة فى العالم ـ أوروبا بالذات ـ فى استخدام الدراجات الهوائية ظهرت عمليات سرقة هذه الدراجات حتى ولو تم تركيب الجنازير والأقفال عليها، وربطها فى أعمدة الكباري أو الإضاءة ولذلك نشطت تجارة مقصات تقطع هذه الجنازير ليسهل للحرامى ركوب الدراجة والهروب بها.. مهما كان حجم «القفل».
< والآن..="" بعد="" تقليد="" «كلبشات»="" المرور="" وإنتاج="" كلبشات="" قطاع="" خاص="" نجد="" فى="" الهايبرماركت="" موديلات="" مختلفة..="" محصنة="" وبها="" مواقع="" لسرقتها="" أو="" فكها..="" ليسهل="" للحرامى="" سرقة="">
يا ترى ماذا يبقى الآن بعد أن أصبحت أسعار السيارات فى السماء لكى يحمى كل واحد سيارته.. ما دمنا لا نجد الجراجات المؤمنة.. ولم يعد أمامنا سوى شراء.. الكلبش.. وأمرنا لله.. وكلبش للبيع ولا سيارة تضيع!!