رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

بكل أسف.. أصبحنا نعيش في عصر انحطاط أخلاقي، وتشظٍ عربي تفتت في الوعي والإدراك إلى حد الضحالة والوقاحة، لنجد بعضًا ممن يُطلق عليهم باحثون وأكاديميون، ضحايا عبث ممنهج لواقع عربي مهين!!

عندما يرحل عن عالمنا أي إنسان، يكون بين يدي رحمن رحيم، وسعت رحمته كل شيء.. وكلمة «كل شيء» تعني أنه لا يقيدها غباء فكر مظلم، ولا تحددها عتمة في البصيرة أو العقل والوجدان.

قبل أيام رحل الفنان الكويتي حسين عبدالرضا، تاركًا بعض «الصغار» الحمقى، يتجادلون ويتوهمون وكالة الله سبحانه على الأرض، في قضايا لم تكن تخطر على بال أحد، إلا في نفوس ضعيفة أو قلوب ميتة، أو بعض مَن ختم الله على قلوبهم!

بعد ساعات من وفاة الفنان الراحل، انتشرت تدوينة باحث سعودي يُطلق على نفسه مؤسس علم العقليات، يُدعى «الشيخ الدكتور» علي الربيعي يقول فيها: «لا يجوز للمسلم الدعاء لعبدالحسين عبدالرضا لكونه رافضي إيراني مات على الضلالة وقد نهى الله المسلمين عن الدعاء بالرحمة والمغفرة للمشركين»!!

السلطات السعودية أحالت هذا «المأفون» للتحقيق بسبب «الهراء» الذي تقيأ به، حيث تراجع وقدَّم الاعتذارات، حيث اعتاد هذا «الجاهل» أن يعتذر دومًا، كما حدث في السابق بعد فتواه المثيرة للجدل «أن خلع جميع الملابس أثناء ممارسة العلاقة الزوجية يُبطل الزواج، وأن من يفعل ذلك يتشبه بالكفار»!!

للأسف.. هذا الشخص مصاب بمرض الغلو والتطرف والتعصب وتكفير الناس وإخراجهم من الإسلام والتوحيد، مستترًا بالانتساب إلى «الوهابية»، التي لا نعلم حقيقتها، إن كانت دينًا جديدًا أم مذهبًا يُضاف إلى مذاهب أهل السنة والجماعة!!

إن هذا الشخص كغيره من «المرضى»، الذين لا يُشغلهم سوى إصدار فتاوى التكفير والتفسيق وزيادة الجرعات المفتتة للنسيج الاجتماعي، لأنهم أشبه بالمدمنين، الذين يزدادون إدمانًا، ودائمًا ما يحتاجون إلى مزيد من «جرعات التطرف»!!

نعتقد أن إطلاق يد التطرف والتكفير وعدم ضبط الفتاوى والمتصدين لها في عالمنا العربي ـ لكل من يخالفنا في الدين أو المذهب ـ يؤسس لإلغاء الدولة وحقوق المواطنة، ويستهدف زعزعة الاستقرار ونشر الفوضى وتعزيز نزعة الخراب.

إن هؤلاء «أصحاب الفكر الشاذ» هم أول خُدَّام السلطة.. ليس هذا فقط، بل إننا لو تتبعنا تراثهم «الفارغ» لا نجد فيه أثرًا لعمارة الأرض وإقامة العدل وإنصاف المظلوم ومكافحة الفقر والجهل.. كما لن نجد فيه أثرًا للسلم والرخاء أو تحسين وجه الحياة وتحقيق التقدم والتنمية!!

بكل أسف.. لم نجد من هؤلاء «الجهلة والغوغاء والعاطلين» سوى تكفير المسلمين بكافة مذاهبهم، ورميهم بالشرك، ووجوب قتالهم واستباحة دمائهم وأموالهم وأعراضهم، بل إنهم ينفقون كل جهودهم وأموالهم، وطاقاتهم الفكرية ـ إن وُجدت ـ للخوض في سفاسف الأمور وتوافه الكلام!!

هؤلاء «المتنطعون بالفتاوى» لا يُحسنون شيئًا سوى المغالاة والتطرف، ولا نعرف عنهم إلا الضحالة الفكرية وضيق الأفق.. فهم فاشلون تمامًا في «كل شيء».. فقط ينكبُّون على الكلام البالي والمتهرئ، ويبالغون في تعظيمه وتقديسه، لكي يجدوا لأنفسهم منفذًا يُطلون منه على هذا العالم!

أخيرًا.. نتصور أنه حين تتعزز قيم المواطنة وتشيع لغة الحوار والتسامح وتزدهر الفنون الراقية، تنهض الدولة المدنية، التي تنعكس على أي مجتمع بإضاءات التنوع والتعددية والانفتاح، ولن يكون هناك مكان لأمثال هؤلاء الذين تمتلئ قلوبهم بالحقد والكراهية.

[email protected]