رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين


المسجد الأقصى المبارك، ليس آية في كتاب الله فقط، أو مسرى الرسول الأعظم محمد، كما أنه ليس جزءًا من مكونات عقيدة الأمة الإسلامية، لكنه علاقة عقائدية تعبدية وحضارية وتاريخية، لا يمكن بأي حال من الأحوال تغييرها أو تغييبها.

بات واضحًا أن الأقصى «الجريح» يمر بمرحلة فارقة، حيث يواجه مخاطر متصاعدة ومركبة، عنوانها فرض أمر واقع جديد على المسجد ومحيطه، لتنفيذ مخططات تقسيمه بين المسلمين واليهود، ثم الانتقال بخطوات متسارعة لبناء الهيكل المزعوم.

منذ فترة بعيدة، والأقصى يواجه مشاريع تهويد «ممنهجة»، داخله وخارجه، بل إن المخططات التي كانت «حبيسة الأدراج»، ويعتزم «الاحتلال الإسرائيلي» تنفيذها خلال عشرات السنين، استخرجت على عجل للبدء في تطبيقها!

من المعلوم أن المخاطر المحدقة بالأقصى تتركز في ثلاثة محاور أساسية، بدءًا من مخطط التقسيم باقتحامات متتالية للمسجد وتدنيسه، مرورًا بالحفريات أسفل الأقصى وحوله، ثم تهويد المحيط الملاصق والمجاور، وتنفيذ المشروع الشامل لتهويد منطقة البراق، بـ100 كنيس ومدرسة دينية يهودية، وبناء ثمانية أبنية عملاقة حول المسجد.

الآن، اتضحت الصورة تمامًا، ولم يعد هناك ما يستر العورات، بل أصبحنا على يقين من أن الموقف العربي والإسلامي «الرسمي»، كعادته، لن يتعدى بيانات الشجب والاستنكار والإدانة، وفي أكثر الأحوال تفاؤلًا، سيتناول القادة العرب حبوب الشجاعة، بدعوة الاحتلال لضبط النفس!!

بكل أسف، لا شيء يغني عن مواجهة هذه الحقائق بشجاعة مطلقة، ولا شيء مثل الأزمات والمحن كاشف للحقائق المؤلمة التي تتستر بالشعارات.. وبعيدًا عن الاستعانة بالمبررات حينًا، ورمي وزرها على آخرين مُفتَرَضين حينًا آخر، لا أمل يُرتجى في هؤلاء الذين «ختم الله على قلوبهم»!

لعل من «بركات» ما يحدث في الأقصى هذه الأيام، أن تصرفات الصهاينة الهمجية، جعلتنا ننتبه لذلك الخطر المحيق بالأقصى وما بعد الأقصى، لأن المقصود ليس خطر التقسيم والإغلاق ومنع الصلاة فيه فقط، بل خطر الذل والهوان في كل ما هو قادم!

إن خطورة تلك الأفعال البربرية للصهاينة، هي أنها تمثل حالة من الانهيار والتراجع العام في الشعور الديني الذي كان من أبرز تجلياته سرعة الانتصار للمقدسات، وتحييد كل الحسابات المادية والدنيوية إذا مسَّها أي سوء!

التاريخ يعلمنا أن الهوان حالة لا بد أن تمر بها كل أمة، ولا نتصور أن هناك هوانًا أعظم وأشد مما نحن فيه، ليس على مستوى فلسطين فحسب، بل على الأمة كلها!!

أيها الغافلون: القدس مسرى رسولكم الكريم، وقبلتكم الأولى، فإلى متى هذا الصمت المريب وهذا الخنوع.. ماذا ستخسرون.. ألا تنتصرون لدين الله.. ألا تنتصرون لمقدسات الله؟!

أيها الأحرار، أعلنوها غضبة لله ورسوله ونصرة للقدس وفلسطين، عندها لن تخسروا شيئًا، وستكسرون قيد الذل والمهانة.. الأقصى والمسرى يستصرخكم أن هبوا لنصرته، فالصهاينة يجهزون لذبحه، وذبحه مقدمة لذبحكم.. هبوا قبل فوات الأوان!!

إن الأبرار لا يموتون، والشهداء لا يرسمون صورة الوطن فحسب، بل يخطّون أزهار الفرح على صفحات اليأس المر.

ما أقسى أن نتذكر تلك الكلمات الموجعة لشاعر العرب الأكبر محمد مهدي الجواهري، لما يحدث الآن للأقصى، ومنذ عشرات السنين في القدس وفلسطين:

فاضت جروح فلسطين مذكرة

جرحًا بأندلس للآن ما التأما

يا أمة غرها الإقبالُ ناسية

أن الزمان طوى من قبلها أُمَما

كانت كحالمة حتى إذا انتبهت

عضت نَواجذها من حُرقة ندما

سيُلحقونَ فلسطينًا بأندلس

ويعطفون عليها البيت والحرما

[email protected]