رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

المواطن المصري يستحق عن جدارة واستحقاق، لقب «أيوب العالم»، لأنه ما زال على قيد الحياة، محتسبًا صابرًا، متشبثًا بالأمل في الله، بعد أن أصابه الإحباط واليأس، ولم يعد قادرًا على تأمين احتياجاته الأساسية!!

المواطن المصري أصبح يئن تحت وطأة النظرة التشاؤمية للمستقبل والحياة، حيث يعيش ضغوطًا مستمرة، بعد حشره في زاوية اليأس وتحميله «وحده فقط!» تبعات ومسؤولية الموبقات والأوزار والعجز والفشل والإخفاقات والتخبط!

المواطن المصري بالفعل يعيش حالة غير مسبوقة من أسوأ موجات الفقر، جعلته يفور من الغليان والاحتقان والغضب، أكبر مما يتخيله كثيرون من حملة المباخر المغيبين والمطبلين والأفاقين والمتملقين!!

المواطن المصري يعيش واقعًا مزريًا، ومستقبلًا مرعبًا، مغلفًا بسيل من تصريحات «استهلاكية مستفزة»، ووعودًا براقة بمراعاة «الغلابة»، وعدم المساس بمحدودي الدخل، الذين بالفعل يحتاجون إلى معجزة لانتشالهم من «وحل» الفقر والغلاء!

أصبح ثلثا الشعب تقريبًا تحت خط الفقر، ولم يعد المواطن قادرًا على تأمين طعامه الأساسي، فيما يظل الثلث الأخير يقاوم آثار الغلاء حتى الرمق الأخير، وبالتالي نفد مخزون الصبر، ولم يعد يجدي نفعًا تقديم النُّصح لهؤلاء القابعين تحت وطأة الظروف المعيشية القاسية، أن يتشبثوا بالصبر والصلاة!

لقد عصف الغلاء بالبيوت، ولم يعد رداء الستر والحياء موجودًا، كما لم يعد جديدًا القول بأن البلاد مقبلة على ما هو أسوأ، انتظارًا لما هو آتٍ من موجات غلاء، في إطار خطط إلغاء الدعم بشكل كامل، وتنفيذ شروط صندوق «النكد»، ولذلك لا يمكن الوثوق بتحليلات من يُسَمون أنفسهم بالخبراء الاقتصاديين ونظرياتهم البائسة!

نتصور أن كل مصري يعيش حالة غير إنسانية، هو قنبلة موقوتة تسير على قدمين، بعد كم الإحباط والضجر الذي تراكم داخل النفوس، خصوصًا أن خارطة «وشوش» المصريين، الناطقة بالإحباط والغُلب والقهر، رسمتها حكومة فاقدة للوعي!

إن القرار الأخير «غير المفاجئ» للحكومة في ذكرى 30 يونيو، برفع أسعار الوقود والغاز، أشعل الغضب وزاد من الاحتقان الشعبي، حيث تأتي تلك الزيادات، للمرة الثانية خلال 8 أشهر بعدما تم رفعها أو «تحريكها» في نوفمبر الماضي إثر «تعويم الجنيه»!

المدهش في «مفاجآت الخميس» المتكررة، هو تلك التصريحات التي جاءت على لسان رئيس الحكومة، بأن تلك الزيادات «المبالغ فيها» هي «لصالح محدودي الدخل والطبقات الفقيرة»!!

القرارات الأخيرة، أدت إلى ارتفاعات جنونية في أسعار السلع والخدمات، بسبب ارتفاع تكلفة النقل، خصوصًا أننا مقبلون على زيادات أخرى قريبًا في أسعار الكهرباء ومياه الشرب!!

إذن هي بالفعل خيبة أمل كبيرة، بعد سقف توقعات مرتفعة للغاية، تلت وعودًا سياسية بالرخاء، زادت الواقع المرير سوءًا، خصوصًا في وضع اقتصادي كارثي وآليات عقيمة للمعالجة.. لم تتغير!!

المواطن المصري بات في وضع لا يُحسد عليه، في ظل الفقر والجوع والحرمان والمرض، وعدم وجود أي سياسة تنموية حقيقية ملموسة، وتآكل وانهيار الطبقة المتوسطة بشكل مخيف!!

المؤسف أنه في كل الأحوال، يظل المواطنون البسطاء هم المطالبون دائمًا بالتحمل والصبر والتضحيات والمساهمات والتبرعات، وتسديد فواتير العجز والفشل والإخفاقات والديون والقروض والهِبات!!

إن عودة ضخ الدماء إلى عروق الاقتصاد، للتعافي واستعادة الثقة المفقودة، تحتاج إلى حلول غير تقليدية، وخطط واقعية للقضاء على الفساد المتغلغل، ولذلك فإن النظريات البائدة والحلول العقيمة للاقتصاد، سقطت إلى غير رجعة!

[email protected]