عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الأمم المتحضرة فقط، هي التي تحافظ على ما لديها من إرث تاريخي وإنساني، مهما كان مختلفًا في أيديولوجيته عما تعتقده في حاضرها، ولذلك نعتقد أن منع تداعي التراث الحضاري لدى الأمم والحفاظ عليه، ضرورة إنسانية حتمية.

العقود الثلاثة الأخيرة شهدت صعودًا متناميًا لـ«التيار الإسلامي المتطرف»، في أنحاء متفرقة من العالم، جلب معه العديد من الانتقادات والعداء، بسبب التصرفات الهمجية، التي لا تمت للإنسانية بصلة، حيث التشويه المتعمد لصورة الإسلام، بشكل يضر أكثر مما ينفع.

ما لاحظناه أخيرًا من أعمال يرتكبها بعض الحمقى ـ الذين ينتسبون بكل أسف للإسلام ـ من محاولات تتكرر بين فترة وأخرى، لهدم الآثار والتراث الإنساني، شيء يدعو للأسى والحزن، ومشهد تعتصر له القلوب.. فمن أعطى هؤلاء الحق في «هدم» شواهد تاريخية على حقب وأزمنة خلت لبعض الأمم والشعوب؟!

جامع النوري الكبير في الموصل ومئذنته «الحدباء» المائلة الشهيرة التي نُسفت قبل أيام، خلال تقدم القوات العراقية نحو آخر معاقل «داعش»، كانت شاهدًا على بداية ظهور ذلك التنظيم الإرهابي ونهايته أيضًا، فهو المسجد الذي أعلن منه أبوبكر البغدادي قيام ما يسمى بدولة الخلافة في الرابع من يوليو 2014.

هذه الواقعة المؤسفة، سبقتها قبل أعوام حوادث إرهابية بشعة، عندما قام تنظيم «داعش»، بسلسلة عمليات لنبش القبور وهدم مقامات ومراقد في العراق، من بينها هدم قبر نبي الله يونس عليه السلام، في مشهد يمثل اعتداء صارخًا على قدسية الأنبياء وحرمة الأضرحة والمقامات.

ما حدث أمر لا يقره مذهب أو دين، وهو عمل لا علاقة له بالإسلام من قريب أو بعيد، بل تخطى كل حدود الطبائع الإنسانية السوية التى تحترم حرمة الأموات وتعلي من شأن مقدساتها وتراثها.

بكل أسف، كانت هناك شواهد أخرى كثيرة على أفعال المتطرفين الجهلاء، الذين أقدموا في أواخر 2012 بـ«تمبكتو» التاريخية في مالي بهدم أضرحة 333 «وليًا»، وقبلها في ليبيا تم هدم أضرحة ونبش قبور «الأولياء» وتفجير مساجد تحمل أسماءهم من قبل متشددين سلفيين.

الموضوع لا يعدو كونه قضية مبدأ وثقافة وحضارة.. وتلك التفجيرات تُظهر عدم التسامح وضيق الأفق وعدم المسؤولية، كما تذكرنا بتفجير ضريح الإمامين علي الهادي والحسن العسكري في سامراء العراقية عام 2006 من قبل إرهابيي القاعدة، والذي أدى إلى إشعال الفتنة بين السنة والشيعة.

تلك الأفعال المرفوضة، تذكرنا أيضًا بما ذهب إليه بعض المتطرفين الإرهابيين في مصر، والذين نادوا بتدمير الآثار الفرعونية، حيث قامت مجموعة منهم بقتل 62 سائحًا ألمانيًا في ما عُرف بمذبحة الأقصر في العام 1997.

أما حركة طالبان الأفغانية، فقد كان لها السبق ـ قبل سنوات ـ بمحاولاتها تفجير التمثال الأكبر لـ«بوذا»، مما أثار حفيظة العالم كله، في خطوة أساءت كثيرًا إلى الإسلام والمسلمين أكثر مما أساؤوا هم لأنفسهم.

إن هؤلاء المتطرفين، بأفعالهم «الغبية» وحَّدوا الجميع ضدهم؛ لأنهم جهلوا روح الدين الإسلامي ولم يقرأوا سيرة الرسول الأعظم «محمد» خاتم الأنبياء والمرسلين.. فلم يتوانوا عن ارتكاب اعتداءات وحشية غير إنسانية بحق البشر، بل تعدوا بأفعالهم الخسيسة على الحجر أيضًا.

[email protected]