عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نعتقد أن «العرب» أصبحوا الآن ـ أكثر من أي وقت مضى ـ على حافة هاوية أزمة إقليمية، خرجت عن إطار الوساطات وسياسات «تبويس اللحى»، والخطب الحنجورية، والأخوة والتاريخ والجغرافيا.. وروابط الدم واللغة والدين!

لا يمكن وصف ما حصل من أحداث متسارعة في الأيام الفائتة، إلا أنه بوادر حرب، لكن من دون قذائف، بعد إعلان المقاطعة الخليجية ـ العربية، على قطر، وعزل الدوحة تمامًا، عن محيطها، برًا وبحرًا وجوًا!

إنها بالفعل، بوادر «حرب إقليمية» على وشك الاندلاع، ولكن بوسائل حديثة.. بالطبع ليست بالسيوف والرماح وظهور الخيول، ولكنها عن طريق الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي «السوشيال ميديا»، وربما باستخدام أحدث الأسلحة والطائرات في العالم!

إذن، الأمور أصبحت معقدة للغاية، قد لا تصل إلى مواجهة عسكرية على الأرض، لكن التصعيد يتواصل بشكل متسارع، إلى أن تُذعن قطر.. لكن السؤال المطروح الآن: هل سيُذعن القطريون بسرعة، أم يصمدون إلى حين.. بانتظار حدوث مفاجآت؟

يبدو ذلك غير واضح، ولا يمكن التنبؤ به.. على الأقل في الوقت الراهن، خصوصًا أن قطر في موقف صعب للغاية، يُضعِف فرصتها على الصمود أمام هذه العاصفة العاتية أو مواجهتها!

ما حدث سينجم عنه تداعيات كبيرة على المنطقة وملفاتها المشتعلة، في ظل خروج الأزمة من نطاقها الخليجي، إلى محيطها الإقليمي والدولي، والذي ربما يدفعها نحو المواجهة العسكرية، حيث تلوح في الأفق مؤشرات قوية لتغيير النظام القطري!

نعتقد أن الأيام المقبلة، ستشهد مزيدًا من تصاعد الأزمة، حتى ينصاع القطريون لشروط ومطالب «الرباعية» السعودية والإمارات والبحرين ومصر!، كما لا نستبعد دخول «الراعي» الأمريكي على الخط لتحقيق مكاسب مالية وغيرها من قطر، كعادته في استغلال الأحداث.. بل تسعيرها بلغة «السماسرة»!

الملفت في هذه الأزمة الحادة، هو أن شرارتها الأولى بدأت من الإعلام، الذي مهد لحرب التصريحات الرسمية، أعقبها قطع العلاقات الدبلوماسية وعزل الدوحة عن العالم، ثم اتساع دائرة الأزمة ودخول أطراف أخرى على خط الصراع والاصطفاف!

ومع تصعيد المواقف وتفاقم الأزمة، كانت الحرب الإعلامية تزداد شراسة، لكن الملفت هو تناول إعلام الطرفين ووسائل الإعلام المقربة والممولة منهما للمواقف وتفسيرها بشكل مختلف، لاسيما قناتي «الجزيرة» و«العربية»، اللتين تقودان جبهة الحرب في هذه الأزمة السياسية.

إعلام المعسكرَين قدم تفسيرًا مختلفًا لأمور عدة، بدءًا من تغريدات ترامب وتصريحاته حول الأزمة، مرورًا باستغلال ما صرح به وزير خارجية ألمانيا، وكذلك ما نُسب إلى النائب العام الإماراتي، من تحذير كل من يتعاطف مع قطر بالسجن والغرامة، أضف إلى ذلك كل ما يصدر عن طهران وأنقرة!

هذا التناول والتفسير المختلف ـ لذات الحدث ولنفس الموقف ـ من قبل إعلام أطراف الأزمة، يشير إلى أن الإعلام العربي بمجمله، لا علاقة له بأبسط قواعد المهنية والموضوعية، وأنه لم يكن في أي يوم إعلامًا محايدًا، وإنما هو فقط وسيلة سياسية للتعبئة المضادة.

على الجانب الآخر، نتصور أن الإعلام الدولي هو الآخر، ليس بديلًا مثاليًا، خصوصًا أن تأثيره على الرأي العام العربي ضعيف جدًا، مقارنة بالقنوات العربية الكبرى مثل «الجزيرة» و«العربية» وغيرها، ولذلك نتصور أن غالبية الجماهير العربية تتكون لديهم صورة مشوشة عن الحقيقة، لأنهم ببساطة يقعون فريسة سهلة وضحية ساذجة للإعلام المسيس!

[email protected]