رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لأول مرة في التاريخ الحديث، يستقبل المصريون شهر رمضان المعظم، وسط حالة من الغليان والاحتقان، بعد موجات الغلاء المتتالية، التي لم تتوقف، منذ قرار التعويم في نوفمبر 2016!

«رمضان» على الأبواب، وثلثي الشعب تقريبًا تحت خط الفقر، ولم يعد المواطن قادرًا على تأمين طعامه الأساسي، فضلًا عن احتياجاته في الشهر الفضيل، الذي انطفأت بهجته في نفوس الناس، وأصبح عبئًا على الأسر، قبل أن يأتي!!

إحباط ويأس في كل مكان، وغضب يجتاح قطاعات كبيرة وشرائح واسعة في المجتمع، وسخط شعبي يتصاعد، نتيجة الغلاء المتوحش، الذي طال كافة أوجه الحياة، وأسعار السلع والخدمات!!

14 جنيهًا فقط، هي كل التدابير الحكومية الأخيرة، لتأمين احتياجات الفقراء في الشهر الفضيل، مع هجوم كاسح من المسؤولين والإعلاميين على «الغلابة»، وتحميلهم وحدهم مسؤولية انهيار الاقتصاد، نتيجة «الرفاهية الزائدة والإسراف المبالغ فيه»!!

المصريون الآن يعيشون أيامًا فى غاية الصعوبة، خصوصًا مع اقتراب رفع الدعم كليًا في الفترة المقبلة، ولذلك نتصور أن استمرار الأوضاع على هذا النحو، وعدم السيطرة على الأسعار وضبط الأسواق، يمثلان قنبلة موقوتة، قد تنفجر في أي لحظة، ما قد ينذر بثورة جياع تلتهم الأخضر واليابس!!

يقينًا، لم يعد هناك وجود للطبقة المتوسطة التي أفقرتها الإجراءات الاقتصادية الأخيرة، منذ قرار التعويم، ولذلك نتصور أن تفاقم الغلاء أكثر من ذلك لن يكون محمود العواقب.. فالصبر له حدود، والتحمل أيضًا!!

منذ قرار تعويم الجنيه، توهمنا أن موقعنا في عنق الزجاجة لن يستمر طويلًا، ولذلك التزمنا الصبر على القهر والجوع، حتى نعبر إلى بر الأمان ونغترف من أنهار العسل والمن والسلوى التي تنتظرنا خارج الزجاجة عما قريب!

ولكن، إن هي إلا «سراب يحسبه الظمآن ماءً».. وليست سوى ذرائع واهية، هروبًا من المسؤولية، وتبريرًا للفشل في التعاطي مع مشكلات البلاد الحقيقية، ليبقى الوضع على ما هو عليه، وتمر الأيام والأسابيع والشهور، ولا يحدث شيء ملموس على أرض الواقع.. اللهم إلا مزيدًا من الغُلب والفقر والمعاناة.

عقود طويلة عاشها المصريون وما زالوا، على وهم الخروج من عنق الزجاجة ولم يخرجوا بعد، بل المطلوب منهم أن يعيشوا في هذا الوهم إلى ما شاء الله.. فهل المطلوب من الناس الصبر وتحمل الغلاء والبؤس، بنفوس راضية ووجوه ضاحكة، حتى لو أكلوا ورق الشجر؟!

الحقيقة أننا لم نعد في عنق الزجاجة كما توهمنا لسنوات طويلة، بل الأمر يتعلق بكسب مزيد من الوقت، لاختراع مسكنات جديدة، لإسكاتنا وتثبيط عزائمنا، وتكريس ذريعتي الزيادة السكانية الكبيرة التي تلتهم موارد البلاد المحدودة.. والمنهوبة، والتصدي للأخطار الداخلية والخارجية التي تهدد الأمن القومي والمتآمرين على الوطن!

أخيرًا.. مع حلول شهر الكرم، على هؤلاء المسؤولين والإعلاميين أن يتركوا التصريحات الاستهلاكية والنصائح «الغالية»، ويشعروا ولو مرة واحدة بمعاناة الناس، ويضربوا  القدوة والمثل.. وليبدأوا بأنفسهم الآن، من خلال تبرعهم براتب شهر، من جيوبهم المتخمة، دعمًا للفقراء والمطحونين!!

[email protected]