رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

همسة طائرة

أعتقد ان النهج الذى اتبعته وزارة الطيران المدنى فى احياء الذكرى السنوية الأولى لضحايا طائرة باريس المنكوبة رقم 804 التى تحطمت فى مياه البحر المتوسط لهو ثقافة جديدة على المجتمع المصرى لم نعتد عليها من قبل ولكنى أعتقد اننا أردنا ان نوجه رسالة إلى العالم مفادها «اننا لم ننس ضحايانا ولم ننس حقوقهم واننا على تواصل معهم طوال الوقت لاطلاعهم على كل ما تم وان ضحايانا لا يقلون شيئا عن ضحايا دول اخرى تعرضوا لنفس الآلام.

يا سادة.. «حفل التأبين» هذا هو اضافة أخرى فى سجل «التحضر والسمو بالمشاعر» قد لايفهمها الكثيرون لاننا لم نعتد عليها ولكننى أرى انها اضافة مشرفة فى سجل تحضرنا أمام العالم حتى وان دفع القائمين على الأمر بدءًا من «وزير الطيران شريف فتحى المسئول الأول عن ملف الطيران المدنى فى مصر تلك الصناعة الثقيلة فى آلياتها الغامضة فى تداعياتها.. مرورًا بصفوت مسلم وجميع العاملين بمصر للطيران  أصحاب المصاب والالم الأكبر فهم من فقدوا ابناءهم من أبناء الشركة وكذلك ركابهم مرورًا بجميع العاملين بالطيران المدنى» الثمن باهظًا من تحمل الانتقادات فى أمور ليس لهم بها شأن مثلا إلى أين انتهت التحقيقات؟؟ وماذا عن حقوق الضحايا؟؟.. والتعويضات؟؟ وما إلى ذلك وهو ما سألنى اياه عدد من أهالى الضحايا قائلين كيف تؤبنون من لم تاتوا بحقوقهم حتى الآن؟؟!!.. ووجدتنى حائرًا فى الرد ولكنى أعتقد ان أصحاب القضية كانوا أكثر معرفة بالرد على هذا السؤال وبالتأكيد على ما تشابه معه من أسئلة.. وهو ما جاء فى تصريحات وزيرالطيران حين أكد نصًا «ان الهدف من إرساء تلك الثقافة الجديدة فى عرف الحياة المصرية والذى قد يتسم بتأجيج للمشاعر إلا اننا أردنا أن نقول للأهالى اننا لم ننس ضحايانا وإننا دائمًا فى ظهورهم وان وجودهم كلهم مع بعض هدفه التخفيف عن آلامهم كذلك ننقل رسالة للعالم اننا أمة متحضرة رغم كل ما نلاقيه.. ونؤكد اننا كنا دائمًا على صواب ولكن لابد من وضع أسس للشفافية أولاً ونعيد ترتيب أمورنا ثانيا ونرسى توجها جديدا ان السلامة والأمن مهمان جدًا أيا كانت التكلفة.. ولكن لابد ان نسير وفقًا لذلك فنحن دولة فى حرب مع الإرهاب، دولة تحاول تحقيق أمنها بشتى الطرق» وطالب بان نتعامل مع الحقائق وحقائق كثيرة فقط بشفافية دون ان نعمل مشاكل على نظريات لا وجود لها لأن الحقيقة فى النهاية لابد وان تظهر.

أما الاجابة عن استفسارات أهالى الضحايا كيف نؤبن ضحايانا ونحن لم نأت بحقوقهم؟؟.. فكانت فى كلمات كابتن «أحمد عادل» مساعد رئيس القابضة لمصر للطيران الذى أكد نصا «انه منذ اللحظة الأولى للحادث كانت التعليمات واضحة من صفوت مسلم رئيس الشركة للتعامل بحرفية شديدة وخاصة اننا نتعامل مع جميع المشاعر المتضاربة..فالموضوع صعب وليس سهلا.. تعاملنا مع أكبر الشركات فى هذا الشأن وانشأنا «واب سيات»  للأهالى للتعامل وهو موجود حتى الآن لأى استفسار.. تعاملنا حتى تسليم الأشلاء وكان وقتا صعبا.. التواصل مستمر وهناك «تأجيج مشاعر» ولكننا اعتدنا على احتواء تلك المشاكل لاننا نعى اننا نتعامل مع  صناعة معقدة جدًا ولا نرد من وجهة نظر ولكن نرد من الحقائق، فالتحقيقات تأخذ سنوات فى حوادث مشابهة وهناك طائرات سقطت ولم يتم العثور حتى على جسم الطائرة.. فريق عملنا اكتسب خبرة كبيرة فى هذا الشأن فى كيفية التعامل مع العائلات فى هذا الشأن جوابنا على اسئلة كثيرة جدًا.. تعاملنا بعيدًا عن الميديا احترامًا لمشاعرهم وبناءً على طلباتهم.. نكمل معهم فى المساعدة وتخفيف آلامهم حتى النهاية».

همسة طائرة.. يا سادة تصريحات القائمين على أمر الطيران المدنى تؤكد على حقيقة واحدة.. ان من ارد ان يعمل وينجز لا يتحدث كثيرًا وهو أبلغ رد عن سؤال حائر دائمًا بداخلى لماذا يصمت وزير الطيران ورجاله فى مواقف كثيرة دون الرد أو الدفاع؟؟.. ولكنى تأكدت اليوم انه بعيد عن «الميديا»، تتم اشياء كثيرة ايجابية لصالح القطاع قد لايفهمها الكثيرون ولكن يفهمها فقط من سيسألون أمام الله عن تلك المسئوليات الجسام التى يتحملونها فى صمت شأنهم شأن كل مسئول عن أى ملف فى مصرفى هذا التوقيت الفارق فى الحياة المصرية.. على أى حال فإن حفل التأبين لضحايا طائرة باريس لهو إرساء لثقافة جديدة.. «ثقافة التأبين».