رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

سلطت الأضواء على الزيارة التاريخية التى بدأها ترامب للسعودية بالأمس لا سيما وأنها أول دولة يتوجه إليها فى أول جولة خارجية له منذ أن تسلم مهامه الرئاسية فى العشرين من يناير الماضى. وسيشارك ترامب خلال الزيارة فى قمم ثلاث، ثنائية مع المسؤولين السعوديين، وقمة مع دول مجلس التعاون الخليجى وثالثة تجمعه مع نحو 57 دولة عربية واسلامية. اختيار السعودية لم يأت من فراغ، ففضلا على مكانتها فى العالم الاسلامى فهى تعتبر أهم وأقدم حلفاء أمريكا الاستراتيجيين فى المنطقة حيث تربط الدولتين علاقات متينة منذ أربعينيات القرن الماضى وإن أصابها بعض التصدع عقب هجمات سبتمبر 2001 . ولهذا لم يكن غريبا عندما وصف ترامب السعودية بأنها مفتاح لحل الأزمات التى يمر بها الشرق الأوسط. تزامن مع الزيارة عقد صفقات تسليح دفاعى وأمنى مع المملكة بمائة مليار دولار.

الزيارة مهمة بالنسبة لأمريكا إلى الحد الذى جعل بعض المراقبين يقولون بأن ترامب سيعود منها بتجربة تعزز موقفه الرئاسى. وكانت صحيفة الواشنطن بوست قد أكدت الأنباء التى توالت حول الزيارة وعلاقتها بانشاء حلف ناتو تشارك فيه قوات مسلحة عربية من السعودية والامارات ومصر والأردن، وتقوم أمريكا بمهام الدعم والتنظيم الأساسى الذى سيرتكز عليه الحلف من خلال تمرير صفقة أمريكية عسكرية للرياض قد تصل أرقامها النهائية إلى 350 مليار دولار مما يجعلها أكبر صفقة فى التاريخ. غير أن ما يخشاه البعض أن يتم استدراج الدول العربية إلى هذه المصيدة المتمثلة فى الحلف والذى سيكون بمثابة حلف سنى عربى موجه فى الأساس ضد ايران التى يتم شيطنتها وتصويرها على أنها العدو الذى يستهدف الدول العربية فى مقتل.

السعودية تشعر بتفاؤل تجاه ترامب، إذ تنظر إليه على أنه زعيم متشدد ومعارض لايران خصمها اللدود. وكان محمد بن سلمان ولى ولى العهد قد سعى خلال زيارته لأمريكا فى مارس الماضى إلى اقناع ترامب بدعم بلاده فى المواجهة مع إيران، وقيل بأن الرجلين اتفقا خلال اللقاء الذى جمع بينهما على التصعيد بشكل مشترك ضد إيران بعد أن تم تصويرها على أنها تشعل الفتنة وتشجع الارهاب وتقوم بالتدخل فى شئون الدول الأخرى وايواء الارهابيين وتمويلهم.

ما يخشاه الكثيرون أن تكون اجتماعات الرياض بهذا المعنى بوابة لاشعال حرب طائفية فى المنطقة. بالاضافة إلى أن اجتماعات بهذا اللون ستمنح الانطباع بتبعية العرب والمسلمين لأمريكا.لا سيما وأن من الضرورى فهم نوايا ترامب، فهو لن يفرط فى مصالح أمريكا الاستراتيجية من أجل عيون العرب والمسلمين.إنها أمريكا الدولة العظمى التى لم تترك دولة فى المنطقة إلا وأثارت فيها النزاعات واشعلت الحروب وعممت بها الفوضى تحت دعاوى زائفة تتحدث عن نشر الحريات والديموقراطية، وهى مصطلحات لا تعمل أمريكا بموجبها لأنها أبعد ما تكون عن الديموقراطية والحريات. ولما كان فاقد الشىء لا يعطيه فإن أمريكا تتعلل بذرائع واهية لاحكام الحصار على دول المنطقة. لذا يتعين على الدول العربية أخذ الحذر من أمريكا الشيطان الذى يتربص بهم عبر ترسيخ الفتنة الطائفية واثارة النعرات المذهبية وهو أمر من شأنه أن يعصف بالمنطقة لتكون إسرائيل هى المستفيد الوحيد....