رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

المصريون من أعرق الشعوب حضارة عبر التاريخ.. تميزوا على الدوام بخفة الظل والدعابة والفكاهة، فهم يتصفون عن غيرهم من سائر الأمم بروحهم المرحة، حتى في أحلك الظروف وأشدّها مرارة وقسوة.. لكن شيئًا ما تغيَّر في سلوكياتهم.. فماذا حدث للمصريين، وماذا حلَّ بهم خلال السنوات الأخيرة؟!

المشهد يبدو للوهلة الأولى من النظر في وجوههم أن غالبيتهم نسوا الابتسامة، وكثيرٌ منهم تراهم وكأن على رؤوسهم الطير.. فلم تعد الابتسامة موجودة، والحزن واليأس حاضرَين في مشهد حياتهم العبثي، فلماذا تركت الابتسامة محيَّاهم، رغم أنهم كانوا مبتسمين على الدوام؟!

ربما تكون هذه الكلمات «مستفزة» أو يراها البعض «سخيفة» وصادمة، بعد أن ذهبت الابتسامة المعهودة والضحكة الصافية، ولم نعد نلاحظها منذ سنين، بل قد يُتَّهم من يتحدث عن ذلك، بأنه يعيش في كوكب آخر.. في عالم الأوهام والخيال، ولا يشعر بمعاناة الناس أو مشكلاتهم!

قد يجد كثيرون أن الابتسامة أصبحت لا محل لها من الإعراب، ولا يوجد شيء نبتسم من أجله، فهموم الوطن أكبر من أن تُحصى، والمعاناة اليومية والحياتية جزء لا يتجزأ من معاناة أكبر.. معاناة أمة بأكملها!

ربما يستند هؤلاء إلى إحباط وغضب و«خيبة أمل» فاقت كل تصور، و«قائمة سوداوية» لا تنتهي، بدءًا من الوضع الاقتصادي الأليم، مرورًا بما وصل إليه الحال من تخبط وعشوائية وسوء تخطيط وإدارة، وليس انتهاء بحوادث الإرهاب الأسود والبطالة والغلاء والفساد!

منطقيًا، يبدو واقعيًا أن تترك الابتسامة مصر، وتذهب إلى غير رجعة من وجوه أبنائها، ولكننا نقول إن هي إلا أزمات عابرة سرعان ما تنتهي.. قد تستغرق وقتًا أو تطول لبضع سنوات، ولكن علينا بالصبر والجلد والتحمل، فلسنا أول الأمم التي طالها الشقاء ولا آخر من تقسو عليهم الحياة!

إننا مجتمع عريق، يحمل ثراءً وتنوعًا وإرثًا حضاريًا زاخرًا، ولذلك نتصور أن الثروة ليست هي ما يجعل الناس سعداء، بل الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية والشفافية وغياب الفساد والتنمية وتحقيق الأمن والاستقرار.

يجب ألا يشيع الإحباط في النفوس، أو يتسرب اليأس إلى القلوب.. علينا أن نتمسك بالأمل والعمل، فالبكاء على اللبن المسكوب لن يُجدي نفعًا.. علينا بمزيد من الصبر والتحمل، وانتظار الفرج، لعل الله يحدث أمرًا من عنده، فالصبر على البلاء أفضل من العافية عند الرخاء، والمبتلى الصابر أفضل من المعافى، والرضا بالغالب الموجود نعمة، والتطلع بقلق إلى الغائب المفقود نقمة.

إننا في وقت أحوج ما نكون فيه إلى أن نرى الابتسامة، في عصر استشرى فيه اليأس، حتى نبث الثقة في أنفسنا، ونتلمس طريق النجاح.. يجب أن تكون الابتسامة شعار المرحلة، لأنها صدقة، والصدقة جزء من الإيمان، فابتسم؛ لأن الابتسامة كنز لا يفنى.. ابتسم أنت في مصر!

[email protected]