رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«إلى القائد الملهم.. الزعيم الخالد.. الأمير والملك المفدى.. صاحب الجلالة والسمو.. فخامة الرئيس.. فضيلة الشيخ.. نيافة الأنبا.. إلى المواطن العربي «البائس»:

لم يعد خافيًا تلك الأوضاع الكارثية في عالمنا العربي، التي تُنذر بالكثير من التغيرات في المستقبل القريب، بعد أن صار الحديث عن إمكانية إعادة رسم الخريطة السياسية العربية، جهرًا وبشكل مفضوح.

الشواهد كلها تؤكد أن الوضع العربي عمومًا، أصبح أكثر تأزمًا وتعقيدًا، في ظل وجود مخططات «شيطانية»، لم تتوقف يومًا، لتقسيم المنطقة، على أسس مذهبية وطائفية وعرقية، قد تؤثر على وجودنا من الأساس!

الصورة المؤلمة لمأساة الشعب السوري، تركت للعالم فجيعة لا تجرؤ كلمة على الاقتراب من معناها.. ست سنوات من القصف المستمر، لنظام فقد عقله ـ لم تكن آخر جرائمه البشعة قصف خان شيخون البشعة بالسلاح الكيميائي ـ وقصف أمريكي بالصواريخ على مطار الشعيرات العسكري، وتدخل «إسرائيلي» لم يتوقف، وجرائم همجية لجماعات الظلام التكفيرية الإرهابية التي تستبيح كل شيء!

أعوام ستة، أصبحت فيها سورية بلدًا مستباحًا من الجميع، وساحة مفتوحة لتصفية الحسابات، والحروب بالوكالة، ولقمة سائغة للقوى الكبرى والعظمى والإقليمية، وجماعات الإرهاب والتطرف، عسكريًا ومخابراتيًا، بشكل مباشر وغير مباشر!

تلك الصور المفزعة والمشاهد المؤلمة، ليست سوى صورة كريهة للنفاق المفضوح و«القلق» المزيف، و«الحياد» الغبي، حركت مشاعر الغضب نحو هذا العالم «المتفرج».. غضب من العرب والغرب، من الحكام والمحكومين، من المستبدين والأحرار والمستضعفين.. غضب من تلك المنظمات العاجزة، أمام نظام قتل وهجَّر ونكَّل بالملايين من شعبه، وبلطجة أمريكية وإسرائيلية وروسية لا أحد يقف بوجهها!

لا نعتقد أن إنسانًا تدب في أوصاله ذرة من نخوة أو شهامة أو إنسانية، استطاع أن يغمض له جفن أو يخلد إلى النوم بسكينة وطمأنينة، بعد رؤية هذا المشهد المرعب، للقصف الكيميائي على العزل الأبرياء في «خان شيخون»، كما لا نتصور أن يصل «الكيد السياسي» إلى تبادل التهاني والتبريكات، لما يحدث في سورية بعد البلطجة الأمريكية، وفي أفضل الحالات الاكتفاء بـ«تسجيل» مواقف تعرب عن القلق، وإبراء الذمة!

للأسف، ما حدث ويحدث في سورية الجريحة، يجعل الصورة أكثر وضوحًا، أننا نعيش في غابة.. في عالم «شقي»، «أسير» للمعادلات والتوازنات والحسابات المعقدة، «مدَّعٍ» لحقوق الإنسان، «هاتك» لقيم الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية!

لم نعد نملك إلا رثاء العدالة المزعومة، التي غابت أمام سمع العالم وبصره، وماتت بموت الضمائر التي لفظت أنفاسها الأخيرة، ودُفنت على امتداد الوطن السوري، الذي جسَّدَت مأساة شعبه صورة حية لعالم يعج بالمنافقين والمضللين والأفاقين وعلماء السلطان والساكتين الخانعين، الذين لا يتوانون عن مواصلة إلقاء المحاضرات حول حقوق الإنسان!!

ما نراه من مشهد عبثي في سورية، ليس من نسج الخيال، بل هو حقيقة مؤلمة، يصعب وصفها، أو تحمُّل ما خلَّفته من مأساة كارثية مروِّعة ومؤسفة يندى لها جبين الإنسانية!

أخيرًا أيها «السادة»: «إن أسوأ مكان في الجحيم مخصص للذين يقفون على الحياد في المعارك الأخلاقية الكبرى».

التوقيع: ضمير عربي

[email protected]