ذكريات قلم معاصر
هزتنى بشدة «المعركة» التى دارت فى سيناء هذا الأسبوع واستشهد خلالها ثلاثة ضباط «ورد» وعدد من المجندين.. نعم أسفرت المعركة عن مصرع عدد كبير من التكفيريين.. ولكن هذا معناه أننا دخلنا فى دور المعارك كتطور خطير فى مقاومة الإرهاب.. فى نفس الوقت.. حكاية تهجير العائلات المسيحية من شمال سيناء بالقوة والقتل والاستيلاء على منازلهم وأموالهم فى نفس الوقت.. ربطت بين هذا.. وما قاله المتحدث الرسمى العسكرى بأن فى الإمكان «تنظيف» شمال سيناء بالكامل من أى إرهابى «تنظيفا» شاملا كاملا تماما للأبد.. ولكن «حملة حق الشهيد» كانت تراعى وجود أسر وموظفين مصريين كثيرين.. تخشى قواتنا المسلحة من وقوع ضحايا منهم.
خلال أحزانى وقلقى وأرقى.. فكرت.. لماذا لا نفرغ منطقة شمال سيناء بالكامل فى نفس اللحظة التى تنزل فيها القوات المسلحة مع أفراد الشرطة بأعداد تغطى كل الأماكن المشبوهة بكميات ضخمة مع وجود الطائرات المقاتلة فى كل المطارات لتنظيف شمال سيناء بكل قوة وبكل سرعة وبكل السبل.. ومهما كانت الخسائر المادية من بيوت ومستشفيات ومدارس.. ولكن البشر خير من الحجر!!
فى نفس الوقت يبدأ سلاح الخدمات فى التخطيط لبناء مصانع الأدوية ومصانع الزجاج والسيراميك فى أماكن وجود المواد الأولية لهذه الصناعات فى صحراء سيناء.
<>
الشعب يريد تحركاً قوياً فعالاً له نتائج مبهرة وصدى عالمى وحركة للأمام.. لا نريد انتظار رد الفعل وتمر الأيام بلا مكسب ما.. مكسب عسكرى أو اقتصادى أو سياحى أو إنتاجى.. نريد كل يوم فكرة مفيدة جديدة تُفرح الشعب الصبور وتعطيه الأمل
<>
أرجوك لا تقل لى مستحيل تفريغ شمال سيناء.. وبعد حرب 1967 قمنا بتفريغ كل مدن القناة علي طول القنال من السويس إلى بورسعيد.. وتم استيعابهم بحب ومحبة وأخوة وحنان وإيثار الغير.. وتفهم للظروف.
وليس سنة أو سنتين أو ثلاث.. دخل كل التلاميذ المدارس ودخل الطلبة الجامعات ولم تحدث أزمة تموين ولا أزمة مواصلات.. ومن قبل ومن بعد ولا أزمة إسكان.. استوعبت المدن كل المهاجرين.. الفيوم وحدها هاجر إليها رقم خرافى حسب طلب المهاجرين الذين يعشقون الماء.. والبديل كانت بحيرة قارون.. الأندية الرياضية فى طول القناة مارست كل الألعاب من خلال أندية بعض الشركات والبنوك.. وفروع الأندية الكبرى وبعض مراكز الشباب الكبرى.
<>
من أجل مصر كل شىء يهون
من يونيو 1967 إلى أكتوبر 1973.. لم يشعر أى مهاجر من مدن القناة بالغربة ولم يشعر أى مصرى بالضيق!! هذه هى مصر..
ومع ذلك.. الوضع الآن مختلف تماما.. الوضع بسيط جدا... إخلاء شمال سيناء لا يحتاج إلا هجرة بعض القبائل والموظفين.. وليس أهالى عدة مدن كبرى مثل السويس والإسماعيلية وغيرهما.
مطلوب إخلاء جزء صغير من سيناء معظمه جبال بلا مساكن أو أهالى..
ثم الهجرة لن تدوم أكثر من أسابيع قليلة.. ليست ست سنوات كما حدث من قبل.
<>
الموضوع فى منتهى البساطة.. وأيضا فى منتهى الأهمية.. سيغلق للأبد حكاية مزعجة تعرقل طريقنا لإعادة بناء البلد، ولكنه أيضا.. موضوع فى منتهى الخطورة.. يحتاج منتهى السرية.. ثم التخطيط والدراسة والتوقيت السليم.. مع دعاية إعلامية على أعلى مستوى محليا وعالميا.. والله معنا.