رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عندما تتشابك الأحداث، يغيب المنطق، وتطفو على الساحة حالة من الغوغائية والتخبط، تجعلنا على أبواب كارثة وشيكة، بعد أن أصبحنا نعيش واقعًا اقتصاديًا مزريًا، ومستقبلًا مرعبًا!

بعد تطبيق رفع سعر تذكرة المترو بنسبة 100%، لا نستبعد أن تشهد الفترة المقبلة سلسلة جديدة من موجة غلاء، وقرارات مؤلمة، لرفع أسعار سلع وخدمات أخرى، طبقًا لخطة صندوق «النكد» الدولي، التي ربما تحمل كوارث اقتصادية لا تقل قسوة عن تعويم الجنيه!

ربما يكون الأسوأ لم يأتِ بعد، ولذلك بات وشيكًا إلغاء الدعم نهائيًا، وإقصاء أكثر من ثلثي المسجلين ببطاقات التموين، أضف إلى ذلك أن المستقبل القريب يحمل في طياته زيادة جديدة في أسعار الوقود وإلغاء الدعم عن الكهرباء نهائيًا، بعد وإقرار قانون القيمة المضافة، والارتفاع الجنوني في أسعار الدواء!

المؤسف أن من يتحمل تلك الأعباء هو المواطن الكادح البسيط، الذي تذوق مرارة الإجراءات الأليمة، ولم يعد رداء الستر والحياء موجودًا، ليصبح الوضع صعبًا للغاية، في بلد يعاني نصف سكانه تقريبًا من الفقر والعوز!

في ظل عشوائية الخطط والقرارات والتدابير الحكومية الفاشلة، التي ساهمت في تفاقم الأزمة، ومعدلات التضخم في البلاد التي قفزت ـ في آخر إحصائية ـ إلى 31.7%، لتسجل أعلى نسبة خلال الثلاثة عقود الماضية، انهارت قيمة الجنيه أمام العملات الأجنبية، خصوصًا الدولار الأمريكي، وارتفعت الأسعار بشكل جنوني، خصوصًا المواد الغذائية، التي تتأهب إلى موجة جديدة من الزيادات بشكل لم يسبق له مثيل!

لقد نفد مخزون الصبر لدى المصريين، ولم يعد يجدي نفعًا تقديم النصح لهؤلاء القابعين تحت وطأة الظروف المعيشية القاسية، أن يتشبثوا بالصبر والصلاة، كما لم يعد ممكنًا ترويض غضبهم، تفاديًا للفوضى أو اندفاع بركان الصمت، الذي أصبح على حافة الانفجار!

لقد تغيرت خارطة «وشوش» المصريين، لتصبح ناطقة بالإحباط والغُلب والقهر، رسمتها حكومة فاشلة، فاقدة للوعي، جعلتهم غير قادرين على تأمين احتياجاتهم الأساسية، أو مواجهة أعباء الحياة الصعبة!

نعتقد أن هذا التخبط يجعلنا على أبواب كارثة حقيقية، ولم يعد المواطن في حاجة للاستماع إلى سيل التصريحات الرسمية الاستهلاكية المستفزة، والوعود البراقة، بمراعاة الغلابة، وعدم المساس بمحدودي الدخل، الذين بالفعل يحتاجون إلى معجزة لانتشالهم من وحل الفقر المدقع!

الآن، يجب أكثر من أي وقت مضى، اتخاذ خطوات واقعية لوقف نزيف جيوب الغلابة، وتنفيذ شبكة أمان اجتماعي لحماية الفقراء ومحدودي الدخل، من آثار تلك القرارات السابقة واللاحقة، التي وضعت البلاد في مهب الريح!

إننا نتساءل بصدق: إلى أين تتجه هذه الأمة العريقة المستقرة عبر آلاف السنين.. وريثة الحضارات، وملتقى الثقافات، والتي كانت على الدوام حاضنة لكنوز وخزائن الأرض، ومركز إشعاع وبؤرة ضوء لمن حولها؟!

[email protected]