رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أمي.. هي ينبوع اللطف والرحمة الإلهية، ومصدر النور والفيض الإلهي.. إذا سعى الإنسان في الاقتراب منها ارتوت روحه من فيض هذا البحر الزاخر المعطاء المترامي.

أمي.. «كلمة» دافئة، تُطلَق على كل طيِّب ونفيس.. «لفظ» يقال لكل شيء مقدَّس.. «أسلوب» للدلالة على التضحية والفداء والطهر والنقاء والحب والحنان.. «معنى» للصبر والتضحية والسمو وصفاء القلب ونقاء السريرة.

أمي.. المُضحية المُكَرَّمة، صاحبة المكانة الرفيعة، والشجرة الطيبة المباركة.. الكوكب المضيء لكل مَن حوله، والكَنز الثمين لأسمى معاني الرحمة والعطف.. صاحبة النَّفس الزكية ونبع العطاء وهدية السماء.

أمي.. وصَّى بها الإله، وجعل الجنة تحت قدميها، جزاءً لحُسن صنيعها، فأمر سبحانه بالبرِّ بها، وجعل رضاها من فرائض الدين، وعلامة على حُسن العبادة، بل جعل طاعتها واجبة ومقرونة بطاعته.

أمي.. البِرُّ بها حتمي، والإحسان إليها فطري، فلا جزاء يمكن أن يقدمه الإنسان إليها، يساوي لحظة واحدة، من صبرها وتحملها على المشقة والتعب، وما واجهته من صعوبات في الحمل والوضع والفصال والرضاع والحضانة والتربية.

أمي.. تعجز الكلمات عن وصفها.. هي القيمة والقامة.. القدوة والمعنى، إنها المخلوق الوحيد الذي يمثل الإنسانية بكل أبعادها.. هي الكلمة الصادقة القوية، التى تنطق بها جميع الكائنات الحية طلبًا للحنان والدفء والحب العظيم.

عندما تكون الجنة تحت قدميها، فأي منزلة عظيمة، وأي فضيلة اختصَّها الله بها، بعد أن كرَّمها وأعطاها ما لم يعطِ أحدًا من قبل. عندما تموت الأم ينادي منادٍ من السماء: «يا ابن آدم ماتت التي كنا من أجلها نكرمك، فأتِ بعمل صالح نكرمك من أجله».

حق اُمك أن تعلم أنها حملتك حيث لا يحمل أحد أحدًا، وأطعمتك من ثمرة قلبها ما لا يُطعم أحد أحدًا، ووقَتك بجميع جوارحها.. لم تبالِ أن تجوع وتطعمك، وتعطش وتسقيك، وتعرى وتكسوك، وتضحي وتظلك، وتهجر النوم لأجلك.. وقَتك الحر والبرد لتكون لها، أفلا تطيق برها وشكرها!

إذا كان فضل الوالدَين عظيم، فإن فضل الأم أجلُّ وأعظم، وتَلَمُّس رضاها ضرورة لاستمرار طاقة الحب المتجددة في هذا الكون، وتدفق شعاع الأمل، وتبدد الظلام المحيط بهذا العالم.

أمي.. هي المجتمع بأكمله.. هي المعلمة التى تربي الأجيال.. هي الملهمة لكل مبدع، والقوة الدافعة خلف كل نجاح.. هي الحصن الأخير الذى يحمي الإنسان من الخوف، واليقين الذى يرجوه من الوجود.

أمي.. هي الرمز، الوطن، الأمة، الدولة، اللغة، الهوية.. هي الوجود كله.. هي مانحة القوة والشجاعة.. هي مصدر التحمل والصبر والتضحية والفداء.. هي الثورة والحق والعدل.

تحية لكل أم في هذا الكون، وسلام عليها في كل زمان ومكان.. تحية إجلال وتعظيم في حياتها، والدعاء لها بالرحمة الواسعة والمغفرة بعد مماتها.. تحية من القلب لكل أم قدمت العطاء ولا تزال تُعطي.. كل عام وأنتِ أمي.

[email protected]