رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بريــــــــق الأمــــــــل

الفكر أساسًا هو عبارة عن فكرة وبعد تحديد الهدف من الفكرة تصبح أفكارًا... إما قابلة للتنفيذ أو للتطوير وعندما يكون الفكر بلا هدف يصبح كاريكاتيريًا، وكلمة كاريكاتير كلمة فرنسية تعني الفن الهزلي، والكاريكاتير شكل من أشكال التعبير السياسي يمزج بين الصورة والكلمة في تجسيد سريع وموجز للقضية التي يتعرض لها المفكر والباحث.

لقد جاء الكاريكاتير استجابة لمقتضيات العصر وما تمليه من سرعة وصول المعلومة وضمان الفعالية والتأثير الفوري في الجماهير وذلك في برقية موجزة تخلص إلى لب القضية السياسية التي تعالجها بأسلوب تهكمي ساخر يهدف الى إبراز جانب بعينه أو لعدة جوانب من موضوعه، لهذا فهو يميل الى التشويق في الصورة بالتركيز عن طريق المبالغة على ملمح أو لعدة ملامح فيها كما يميل الى التعليقات القصيرة.

ويمكننا أن نعرف كلمة الفكر أو التفكير بشكل تفصيلي أكثر فنقول إنها تعني: أن يقوم الانسان بإعمال عقله بما فيه من قدرات وملكات مع الاستعانة بمعلومات ومعطيات معينة متوفرة لديه، ليتوصل في النهاية إلى حل مشكلة معينة أو تأسيس نظرية معينة  أو تحديد و تفسير علاقة معينة بين شيئين أو أكثر أو تصوير الواقع لقضية معينة او إيجاد بدائل لشيء ما أو محاولة منه لتطوير وتحسين ذلك الشيء او ابتكار شيء  جديد.

«علي فرزات» يعتبر واحدًا من أبرز رسامي الكاريكاتير في العالم العربي والفاعل في المجال السياسي والإجتماعي وتتميز أعماله بالرموز المفاهيمية. فالديكتاتور مثلا لدي «علي فرزات» ليس هو الرئيس الحالي أو السابق، إنه الديكتاتور بالمفهوم، و كذلك المواطن في رسومه لا يتميز بجنسية أو ثقافة معينة إنما هو المواطن بالمفهوم. إن هذه الميزة تحمل أعماله مضمونًا مفاهيميًا من أوضح الأمثلة عليها: الأنا التي تحبس نفسها بنفسها، غير قادرة على الخروج من أطرها. إنها تعيش ضمن أفق رؤياها الضيق الذي لا يسمح لها بالتحرر. هذه الأنا هي واحدة من مواضيع علي فرزات المتكررة.

نعود ونؤكد لابد من إعمال الفكر و خاصة الفكر الاستراتيجي و هو طريق خاص للتفكير يهتم بمعالجة البصيرة ينجم عنه منظور متكامل للمنظمة من خلال عملية تركيبية ناجمة عن حسن توظيف الحدس والإبداع في رسم التوجهات الإستراتيجية ويتميز الفكر الاستراتيجي عن الفكر التنفيذي ذي الصبغة الاجرائية وأن التفكير الاكاديمي ذي الطبيعة العملية وعن التفكير السياسي ذي الميزة المؤسسية، بكونه نمطًا من التفكير الشمولي المركب والممنهج والمؤطر، لا يكتسب تلقائيًا ولا يمكن النفاذ إليه بالبديهة والحدس وإنما يبرز نتيجة لتراكم معارف وخبرات ومباديء ونظريات ومناهج عقلانية تدرس على مدى سنين في أكاديميات متخصصة وتسمى بـ «علم الاستراتيجية».

التفكير الاستراتيجي هو اذًا تفكير متعدد الرؤى والزوايا يأخذ في الاعتبار الماضي والحاضر والمستقبل ويوظف الأساليب الكمية ولغة الأرقام وقوانين السببية والاضطراد في فهم المتغيرات المستقلة واستيعاب علاقة الاشياء مع بعضها. فهو بالتالي تفكير تركيبي وبنائي يعتمد الإدراك والاستبصار والحدس لاستحضار الصورة البعيدة ورسم معالم المستقبل قبل وقوعه.

حتى ألا تصل بمفهوم الفكر إلى أن يكون فكرًا كاريكاتيريًا . وإنما يكون فكرًا سليمًا يعتمد على المقدمات و النتائج، ويعتمد على الحقائق وليس الافتراضات، يعمل على حل المشاكل بطرق علمية وموضوعية. والفكر المستنير يصل دائما الى نتائج إيجابية وإستراتيجية لتحقيق أهداف قومية وذلك بالخروج من إعمال الفكر بمقدمات وتوصيات فاعلة تصل إلي التخطيط اللازم لإنجاح هذا الفكر.