رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لا أحد في الوطن العربي يعوِّل كثيرًا على انعقاد القمة العربية التي ستنطلق قريبًا في العاصمة الأردنية عمَّان.. ليس بسبب التغيب المتوقع لعدد من القادة العرب، ولكن لأنها ستكون كسابقاتها، مجرد تحصيل حاصل، وخطب إنشائية وبلاغية، لا تسمن ولا تغني من جوع!

نتوقع أن تظهر القمة بصورة باهتة.. يتمخض عنها بيان ختامي لا يستحق الحبر الذي كُتب به.. توصيات تكرس زيادة نزيف الجُرح العربي، وتعزيز الاصطفافات الحادة، وتبادل الاتهامات بدعم المجموعات الإرهابية وتوظيفها في الصراعات الإقليمية!

رغم ما يعيشه الوطن العربي، من المحيط إلى الخليج، من حالة مزرية، مليئة بعشرات الملفات والقضايا الشائكة والحروب والصراعات والأزمات، إلا أن القمة الجديدة ليست سوى رقمًا في عدَّاد الاجتماعات الروتينية، وكأن مجرد عقد القمة بشكل دوري يعد نجاحًا كبيرًا!

نتصور أن معظم الدول المشاركة في القمة غير مؤهلة لإطلاق مبادرات أو صناعة مفاجآت، بفعل استغراقها في أزماتها الداخلية، التي يكاد يكون بعضها وجوديًا، وكذلك وجود علاقات غير طبيعية في حدها الأدنى بين الأشقاء!

في ظل أحقاد وصراعات ومحاور ورهانات مزَّقت روابط التاريخ والجغرافيا، لا نستطيع أن نبدي تفاؤلًا بهذه القمة أو غيرها في المستقبل، لأن الشواهد تؤكد أن العالم العربي على طوله وعرضه واتساعه، ما زال ينزف أوجاعًا ومثخنًا بالجراح!

العالم العربي الآن يعيش أسوأ مراحله التاريخية، حيث تعيش دوله محاصرَة بأزماتها السياسية ومنشغلة باقتصادها المتهاوي ومواجهة الإرهاب، وكثير منها مستباحة، منتَهَكة السيادة، تخيم عليها الفتنة البغيضة، كما يستعصي على بعضها الحل السياسي!

ملايين الدولارات تصرف على هذه الاجتماعات، وفي النهاية لا تخرج بقرار يقدم مساعدة لدار أيتام.. كلها توصيات لا ترتقي إلى الحد الأدنى من تطلعات الشعوب، التي فقدت الأمل في استفاقة عربية، تنتشلها من وحل التفتيت والتقسيم!

خلال سبعة عقود، انعقدت عشرات القمم، كان القاسم المشترك فيها جميعها بلا استثناء، القضية الفلسطينية، بدءًا من أكتوبر 1945 عندما دعا فاروق الأول ملك مصر والسودان «آنذاك»، لعقد قمة على متن يخته في البحر الأحمر، دعا إليها زعماء الدول المؤسسة «مملكة مصر والسودان، مملكة شرق الأردن، المملكة العربية السعودية، المملكة المتوكلية اليمنية، المملكة العراقية، الجمهورية اللبنانية، الجمهورية السورية».

الآن لم تعد القضية الفلسطينية قاسمًا مشتركًا، بعد أن أضيفت إليها سوريا واليمن وليبيا والعراق والسودان والصومال.. وبعد أن كانت تلك الدول سبعًا قبل سبعين عامًا، أصبحت اثنتين وعشرين، بل يمكن أن نضيف سبعًا، إذا استمر التدهور والتفكك والحروب الأهلية والإرهاب الحاصل في أغلب تلك البلدان!

الأحداث المتسارعة في الدول العربية تبعث على القلق والحزن، لأن القادة العرب في موقع المتفرج الدائم؛ والمواطن العربي المقهور لا يزال قابعًا في مكانه، ينتظر «فرجًا غيبيًا»، كمن يلهث وراء «سراب» يحسبه الظمآن ماء، متحليًا بـ« الصمت الخجول»، وكلما عصفت به كارثة، ينتظر «صابرًا محتسبًا» أن تحل به أخرى!

الجسد العربي أُنهك خلال السنوات الست الأخيرة، بنصف ثورات أو ثورات غير مكتملة، حادت عن طريقها، ولم تحقق أهدافها، سواء أكان ذلك بفعل فاعل، أم بخيارات خاطئة، ولذلك نتصور أن الوضع سيظل قائمًا، إلى حين، وعلى المتضرر «العربي» أن يستفيق من سباته، ويدرك المخاطر، لأن العالم قد تغير بالفعل، ولا مكان للضعفاء عسكريًا واقتصاديًا وعلميًا!!