رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ذكريات قلم معاصر

ما زالت الصحف القومية يسيطر عليها بعض الناصريين.. والكارثة أن الدولة نفسها تميل إلى هذا الاتجاه.. رغم أن ما نعانيه الآن هو التركة المثقلة التى تركها عبدالناصر ولم نستطع التخلص منها حتى الآن بعد مرور كل هذه السنوات.. الصحفيون الناصريون يتخذون من محمد حسنين هيكل خليفة لعبدالناصر، ومن هنا كان هذا (التأليه) لهيكل حياً أو ميتاً.. تصوروا مثلاً.. القامة والقيمة المحلية والدولية بطرس غالى مات فى نفس اليوم الذى مات فيه هيكل.. حاولوا أن تراجعوا صحف وإذاعات وتليفزيون هذا اليوم والأيام التى تليه.. بل مناسبة مرور سنة على الوفاة.. كل صفحات الجرائد الحكومية صورا وكلاماً عن هيكل ولم يتم ذكر بطرس غالى قط فى ذكراه السنوية.. وخبر على عمودين يوم وفاته..

(...)

وأنا أعذر كل هؤلاء الصحفيين الذين يتخذون من هيكل زعيماً وقائداً وملهماً لهم.. فقد كبروا وعملوا بالصحافة ولم يجدوا أمامهم سوى هيكل.. لماذا؟.. لأن هيكل استطاع أن يستأثر بالجو الصحفى كله دون منافس.. بل استولى على عبدالناصر وأبعد عنه كل أصدقائه الصحفيين الكبار القدامى وكان ما أكثرهم.

كان عبدالناصر منذ حكاية حصار الفالوجا يحاول التقرب إلى الصحافة والصحفيين.. ولعل أقرب صحفى له كان هو المرحوم أحمد أبوالفتح، وكان سبب الصداقة المرحوم ثروت عكاشة لزواج أبوالفتح من شقيقته.. كانت الصداقة الحميمة سببها توافق آراء واتجاهات أبوالفتح وناصر.. ولذلك قصة.. كان عبدالناصر يحب الملك فاروق فعلاً وقيل إنه كان يحب مصر ويعتبر فاروق هو الرمز والرأس.. لذا فى يوم 4 فبراير 1942 -قبل الفالوجا بست سنوات- فكر عبدالناصر بل شرع مثلاً فى أن يقود فرقة من الجيش لفك حصار قصر عابدين ولكنه لم يستطع، فى نفس الوقت كانت جريدة (المصرى) تهاجم المندوب السامى البريطانى بعنف، بل حدث أن تقابل وجهاً لوجه مع محمود أبوالفتح صاحب الجريدة فى نادى السيارات، ففرض أبوالفتح مجرد السلام باليد!! ويوم حريق القاهرة قبل الثورة بقليل وصدرت الصحف كلها تنشر بياناً من السراى بأن فؤاد سراج الدين وزير الداخلية وأحمد حسين رئيس مصر الفتاة هما اللذان حرقا القاهرة.. فطلب أبوالفتح من سراج الدين كتابة مقال ضد بيان السراى رغم الرقابة وصدرت (المصرى) دون عرضها على الرقيب..

وهذه الواقعة زادت القرب بين عبدالناصر وآل أبوالفتح، فقد كان عبدالناصر مثل أبوالفتح تغير رأيهما هذا فى الملك فاروق.. ثم جاءت انتخابات نادى القوات المسلحة ورشح محمد نجيب نفسه ضد حسين سرى عامر رجل الملك.. وبرعاية جريدة (المصرى) نجح نجيب.. وقامت الثورة بناءً على تليفون من أبوالفتح لعبدالناصر.. كان حسين سرى عامر سيتولى وزارة الحربية ويحاكم كل هؤلاء الضباط الذين أسقطوه فى الانتخابات.. وظلت (المصرى) هى الوحيدة التى تؤيد الثورة وباقى الصحف تنشر (أخبار حركة تمرد فى الجيش) إلى أن تنازل الملك عن العرش!! ثم السهر كل ليلة فى جريدة المصرى.. كل هذا استطاع هيكل بعبقرية يحسد عليها -استطاع أن يمحوها باتهامات لا أساس لها من الصحة!! ويهاجم آل أبوالفتح خوفاً من السجن!!

إحسان عبدالقدوس صديق شخصى لعبدالناصر من قبل الثورة كتب مقالاً فى أزمة 1954 ضد خلع محمد نجيب فتقرر سجنه.. أفرجوا عنه لأنه تعهد لهيكل أن يبعد عن السياسة.. وكتب إحسان فى هذه السنوات أروع قصصه التى تحولت كلها إلى أجمل الأفلام.. وابتعد تماماً عن عبدالناصر.

(...)

هناك قصص مصطفى أمين وعلى أمين.. ولحلمى سلام قصة غريبة.. فإلى العدد القادم.