رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين


ما تعرض له أشقاؤنا المصريون الأقباط في سيناء مؤخرًا، من نزوح جماعي، على خلفية حوادث مؤسفة لسبعة منهم خلال ثلاثة أسابيع، هو مشهد عبثي، يُعيد إلى الذاكرة نزوح أهالي القناة بعد العدوان الصهيوني على مصر في العام 1967.

مشهد مؤسف ومخجل، أن ترى أشقاء الوطن في حال يُرثى لها، وهم يشعرون بالخوف والذعر.. مجبَرين على ترك بيوتهم بملابسهم فقط، وبعض المستلزمات الشخصية، هربًا من القتل والترويع، وفرارًا من جحيم مستعر، يستهدفهم مع ممتلكاتهم على أيدي العناصر التكفيرية الإرهابية.

إن بشاعة الاعتداء ضد الإخوة المسيحيين في شمال سيناء، واستهدفت أرواح الأبرياء الآمنين وممتلكاتهم، جريمة في حق المصريين جميعًا، لأن مثل هذه الأعمال الإرهابية الجبانة، تستهدف وحدة الشعب وزعزعة الأمن والاستقرار.

ما حدث مؤخرًا يرتقي إلى مستوى الغرابة، واللامنطقية، والكوارث، والمأساة غير المسبوقة، إذ كيف لعقل أن يتقبل ما يجري بهذه الصور البشعة والمرعبة والصادمة؟.. ولذلك حان الوقت لوأد كافة مخططات هذه التنظيمات الهمجية لترويع أبناء الوطن الآمنين وتهديد ممتلكاتهم.

إن هذه الأفعال الإجرامية لا تقوم بها إلا فئة باغية استحلت الأنفس التي حرمها الله، بعد أن تجردت من الإنسانية، وكفرت بالتعاليم السمحة التي نادت بها جميع الأديان.. بل عن كافة القيم والأعراف والمبادئ الأخلاقية.

يجب الإقرار بأن القضاء على الإرهاب يحتاج إلى وقت وجهد إضافيين، ولن يتم في يوم وليلة، ولذلك نعتقد أن الحلول العسكرية والأمنية، ضرورية ومطلوبة، لكنها تظل مرتبطة بوضع خطط حقيقية لتعمير وتنمية سيناء، لإنهاء وجود جماعات الظلام، وخلق بُعد اجتماعي واقتصادي وسياسي جديد.

«تعمير وتنمية سيناء»، كان على الدوام، حلمًا يداعب عقول وقلوب المصريين، فلم تنسَ الذاكرة المشروع العملاق الذي بدأ في عهد حكومة الجنزوري عام 1994، وتوقف لأسباب غامضة بعد 3 سنوات، ولذلك فإن خطط التنمية التي تم وضعها لأرض الفيروز، خلال عقود، لم تتحقق، بسبب غياب الإرادة السياسية، أو لغياب الأمن بشكل كبير، أضف إلى ذلك عدم وجود بنية تحتية تحقق التنمية المستدامة.

نتصور أن الإرهاب في سيناء يحتاج في مواجهته إلى وقت طويل واستراتيجية مختلفة، ولذلك فإننا نختلف مع بعض الفلاسفة والمنظِّرين الذين تعالت أصواتهم بـ«التهجير والإخلاء»، لأنه قد يخلق مشكلة إنسانية واجتماعية، ستكون باهظة التكلفة.

إن شبه جزيرة سيناء تمثل العمق الاستراتيجي لمصر، بما لها من موقع فريد، وما تحويه من ثروات طبيعية ومزايا اقتصادية وسياحية لا مثيل لها في العالم، تُركت أو تم تجاهلها على مدى عقود، على رغم تمتعها بمناخ جاذب للاستثمارات، زراعيًا وصناعيًا وسياحيًا.

يمكننا القول إن الحلول الناجعة لعلل وأمراض الوطن على مدى عقود، تكمن في الاستغلال الأمثل لثروات سيناء بشكل صحيح، والتي ستسهم في حل مشكلة الزيادة السكانية، وارتفاع معدلات البطالة، وتوفير الغذاء، وخلق مجتمعات عمرانية جديدة.

كما أن التنمية الشاملة ومضاعفة الكتلة السكانية فى سيناء تشكلان خط الدفاع الرئيس في مواجهة أي عدوان صهيوني، أو مواجهة قوى التطرف والعنف والإرهاب، ولذلك فإن الاهتمام بسيناء يرتبط بأهمية تحصينها بالتنمية كآلية للدفاع الاستراتيجي عنها وحفاظًا على الأمن القومي.

[email protected]