رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

همسة طائرة

شرفت بأن أكون ومجموعة من الزملاء الصحفيين وإعلام مصر للطيران ضمن الوفد الرسمى المسافر لاستلام الطائرة الثانية من صفقة التسع طائرات بوينج التى تعاقدت عليها الشركة الوطنية لتحديث أسطولها رغم ما تعانيه من خسائر وطعنات من كل جانب، فلا أحد يرحمها لا على المستوى الرسمى للدولة من حكومة وبرلمان، ولا على المستوى الشعبى من ركاب الشركة الوطنية من المصريين الذين تجدهم يتلككون بين الحين والآخر على أى موقف عارض أو سلبي قد يحدث نتيجة ضغط العمل.. ولكل هؤلاء تعالوا معى أحكِ لكم كيف تتم المعاملة داخل أعظم دول العالم.. «أمريكا» التطور والحداثة وكل ما هو جديد.. هناك لا مكان للعواطف ولا مجال للتهاون مع أحد أو رحمة أحد.. فعندما وصلنا إلى مطار«jfk» بنيويورك فبعيدًا عن الإجراءات الأمنية المتشددة هناك لدرجة أنه لم تبقَ لهم معك سوى أن يحللوا لك تحليل الـ«dna» ليعرفوا عنك كافة شىء وبعد العبور على كافة التفتيشات عبر الأجهزة المتطورة جدًا من «اكس راى» و«بادى سكان».. لا مفر من التفتيش الشخصى الدقيق جداً لكل مكان فى الجسم بلا حياء أو مراعاة لأى آدمية.. الغريب أنه لا أحد يعترض، الجميع على مختلف المسميات والجنسيات يخضع دون السؤال أو الاعتراض أو الاضجار الكل يسير وفق التعليمات، بل تجد فى عيون الجميع علامات التوسل والرحمة لأفراد الأمن هناك ليرأفوا بك حتى تمر.. نعم هم يقابلونك بـ«أهلاً وسهلًا» ولكن بعدها لهم كافة الحقوق فى أن يسمحوا لك بالدخول إلى بلدهم أو التلكك لك وقد يرحلونك على نفس الطائرة لأتفه الأسباب، فقط أمنهم وأمن دولتهم ولا شىء آخر.. وعند استلام الحقائب ذهبت لآخذ عربة حقائب فإذا بهم يطالبوننى بدفع 6 دولارات من أجل الحصول على عربة مثل تلك العربات التى نجدها هنا فى كافة مطاراتنا متوفرة وبأعداد تفوق الوصف بدون مقابل وبردوا «مبنعجبش»!

وهناك داخل صالة المطار وجدنا سقف المطار يسقط الماء على رواده.. وبالرغم من ذلك لم يجرؤ فرد على رفع كاميرا موبايله لتصوير هذا الخلل.. الكل يمر من جانبه كأن شيئا ليس هناك.. أما لدينا فما أكثر من يولول ويهتف ويكتب وكأن هذا الوطن لا يعنى أحد أن يظهر أمام الخارج أنه مهلهل رغم أن هناك فى أمريكا قد تجد سلبيات أكثر مما لدينا.. ولكن هناك يعرفون كيف يحبون أوطانهم ويحافظون عليها.. وبعد انتظار 5 ساعات ترانزيت تمهيدًا للسفر إلى سياتل عبر الطيران الداخلى ولن أحكى لك على عذاب سفر 6 ساعات داخل طائرة أبسط ما يمكن ان يطلق عليها انها «ميكروباص بالنفر» الكراسى ضيقة جدًا تصيبك بالتقلصات والألم ولا أحد يجرؤ أن يتحدث، أم الخدمة والضيافة على الطائرة فحدث ولا حرج، وإذا أردت أن تسمع ما يعرض على الشاشة فى الكرسى أمامك فعليك أن تدفع 5 دولارات من أجل الحصول على السماعة.. تلك الخدمات وأكثر التى توفرها شركتنا الوطنية على رحلاتها الداخلية قبل الخارجية والخارجية قبل الداخلية مجانًا.. وفى النهاية لا تحصد إلا الحصرم والمرار.. آه نسيت أن أقول لكم إن موظفة الكونتر حجزت كرسى الطائرة مرتين للزملاء لولا أننا تداركنا الأمر.

يا سادة.. لست هنا متحيزًا للشركة الوطنية ولكننى أقر واقعًا يعلمه القاصى والدانى من أبناء مصر ومصر للطيران الذين اعتادوا السفر هناك.

وأخيرًا وصلنا إلى مدينة سياتل مجمع أغنياء العالم: «بيل جيتس» و«ميكروسوفت» و«امزون» فالمدينة رائعة الجمال الأمطار بها طوال العام والعمل أيضًا بها طوال العام لا يتوقف.. وهناك كنا على موعد مع شركة «بوينج» العالمية لنقوم بجولة داخل مصانعها ونطلع على أحدث إنتاجها من الطائرات الجديدة من البوينج الجديدة B737-800 NGs …والبوينج «الماكس» المصنع مدينة مصغرة بها مطاعم ومستشفى وحرس خاص وبالطبع تمتلك مطارًا لإجراء التجارب على الطائرات.. وهناك لا مجال «للهرى» الكل يعمل الكل ينتج خلية نحل داخل تلك المدينة الصناعية «بوينج» حتى جولتنا فيها كانت من خلال شرفة تكشف المصنع من أعلى لأنه من المحظور التجول داخل المصنع لأى شخص حتى لا يتعطل أحد عن العمل.. وتعرفنا على مواصفات طائراتنا وعرفنا أن القائمين على أمر الشركة الوطنية لا يختارون إلا أفضل ما تنتجه الشركات العالمية من تجهيزات الطائرات فقط من أجل راحة رواد وركاب مصر للطيران.. وفى النهاية عدنا إلى أرض الوطن على متن الطائرة الجديدة حيث حلق بنا كابتن شريف عرام وكابتن محمد حمدى أبوزيد شباب من خيرة طيارين مصر وطاقم ضيافة يشعرك بآدميتك.

همسة طائرة.. رغم قصر مدة الزيارة التى استغرقت 6 أيام فقط منها يومان سفر إلا أننى عرفت الكثير عن أمريكا «أم التطور» لأتأكد أن حبيبتى مصر كانت وما زالت وستظل «أم الدنيا» وأن شركتنا الوطنية عريقة عراقة وطنها وأرضها حتى وان مزقها الفاسدون وأصحاب المصالح الضيقة فستبقى «مصر ومصر للطيران» وسيفنى الفاسدون فقط نعمل كما يعمل أهل أمريكا.. حيث لا وقت للهرى.