رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ذكريات قلم معاصر

فى هذا الجو القارس الأكثر من بارد.. ماذا لو رفعت الهيئة الوفدية داخل مجلس النواب برئاسة الرجل الفاضل الأستاذ الكبير بهاء الدين أبو شقة، شعار الوفد القديم المسمي «معونة الشتاء».. كان الوفد يشترى من أصحاب مصانع البطاطين كل منتجاتها المخزونة فى عز الصيف بأسعار قليلة جداً.. لأن أصحاب المصانع كانوا يعتبرون هذه الكميات من البطاطين هى زكاة المال المطلوبة منهم.. فكان تخفيض الثمن المنخفض أصلاً باعتبارها زكاة المال.. ومع أول أيام الشتاء يتم التوزيع.. ولم يكن هذا مقصوراً على القاهرة فقط.. فى باقى محافظات مصر - وكانت زمان تسمى المحافظة بالمديرية - فى هذه المديريات عائلات وفدية ومكاتب للحزب وكانت تقوم بنفس ما يحدث فى القاهرة.. كانت ميزة الوفد أنه صاحب كل المشروعات التى ترفع عبء الحياة اليومية عن الشعب.. نعم مطلوب من الشعب دفع الضرائب كاملة بلا أى استثناء أو إعفاء أو هروب.. هذا سبب تقدم الشعوب التى تعتبر التهرب من الضريبة جريمة كبرى يعاقب المتهم بها بلا رحمة.. وفى نفس الوقت تؤدى الدولة واجبها نحو الشعب.. هذا هو سر تقدم بعض الدول.

<>

لذا.. ما رأى الهيئة الوفدية العليا فى إحياء كل شعارات الوفد القديمة.. منها «معونة الشتاء» فى هذا البرد القارس.. تعالوا نتصور طفلاً صغيراً بلا غطاء فى هذا الليل الذى يعصف بالشجر والجماد.. وربما بلا حائط ولا سقف أيضاً.. وربما أخذ غطاء أمه أو أبيه وظل الاثنان أو أحدهما طول الليل أمام «قوالح» الذرة المحترقة!! بلا نوم!! لأن النوم قد يحرق المنزل كله.. بعض الفلاحين يشعلون الفرن وينامون فوقه ويصابون بكل أمراض الشتاء.. أو تنطلق شرارة من الفرن لتنهى هذه الحياة الخالية من القلوب الرحيمة والضمائر الحية!!

<>

ماذا لو أعلنت الهيئة البرلمانية الوفدية إحياء شعار «معونة الشتاء» لمن ليس له غطاء مثلاً.. أو نواب كل محافظة يتولون مكافحة البرد فى قراهم كما كان يفعل الوفد زمان.. نريد إحياء كل أفكار الوفد القديمة.. كان هناك مشروع الحفاة.. واتفقت إحدى حكومات الوفد مع شركة «باتا» التشيكية على التبرع بأحذيتها مقابل بعض المزايا للشركة فى الجمارك مثلاً أو فى الضرائب أو فى شراء بعض الأراضى مثلاً.

<>

أريد إحياء الوفد الذى كان ملء السمع والبصر.. كان يخشى منه ملك البلاد شخصياً.. عندما طلب السفير الأمريكى عام 1950 سفينة قمح مصرية تسافر إلى كوريا خلال حرب كوريا الشهيرة، طلب ذلك من الملك فاروق الذى اعتذر للسفير لأن النحاس باشا أعلن الحياد الإيجابى بين القوتين أمريك وروسيا ولم يستجب للعرض الأمريكى.. وقال السفير: حتى لو عرضنا دفع ضعف ثمن القمح.. رد الملك: حتى لو دفعتم أضعاف الثمن!! وبالفعل عرض السفير الأمريكى سفينة القمح بأى ثمن تطلبه مصر ورفض مصطفى النحاس، وقال: نحن لا نبيع مبادئنا بأى ثمن!!

<>

يا أعضاء الهيئة العليا.. نريد أن يعود وفد زمان.. حكاية قيام الوفد بتوزيع آلاف مؤلفة من البطاطين فى هذا الشتاء القارس تحت شعار قديم منذ نصف قرن تبناه الوفد وأصبح جزءاً من تاريخه يجب أن يعود.. زمان جداً.. فى العباسية حيث منزلنا القديم فى شارع فهمى كان مسجد القبة الفداوية مشهوراً بتوزيع البطاطين والملابس الشتوية كل عام.. كل أعيان العباسية - وما أكثرهم - يساهمون فى محاربة برد الشتاء تيمناً بمبادئ الوفد.. حتى يعود «وفد زمان»؟؟؟.. يا رب يكون قريباً.