عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

المصريون من أعرق الشعوب حضارة عبر التاريخ.. يختلفون عن غيرهم من سائر الأمم، بخفة الظل والدعابة والفكاهة، ويتصفون دائمًا بروحهم المرحة، حتى فى أحلك الظروف وأشدها مرارة وقسوة.

لكن.. ماذا حدث للمصريين، وماذا حلَّ بهم فى السنوات الأخيرة؟.. للوهلة الأولى من النظر فى وجوههم ترى كثيرًا منهم وكأن على رؤوسهم الطير، ليصبح الحزن حاضرًا فى مشهد حياتهم العبثى، والابتسامة فارقت محيَّاهم، إلى غير رجعة!

هل يمكن أن يكون بسبب «المرار الطافح» من تلك التقارير «المغرضة» و«المحبطة» التى تشير إلى ارتفاع نسبة التضخم، وزيادة معدلات البطالة، وتهاوى سعر الصرف للجنيه بصورة لم يسبق لها مثيل فى التاريخ، وجنون الذهب، أم الغلاء المتصاعد والمتوحش، وشُح معظم السلع الأساسية؟!

أم يكون بسبب الإحصاءات التى تشير إلى أن ثلثى الشعب يعيش تحت خط الفقر، بسبب انهيار السياحة، وانخفاض إيرادات القناة، وتحويلات العاملين بالخارج، وهروب رؤوس الأموال الأجنبية، وزيادة الدَّين المحلى والخارجى، وتآكل الاحتياطى النقدى، والفساد الذى ينهش المجتمع؟!

أو ربما يكون السبب هو أن المصريين باتوا فى وضع لا يُحسدون عليه، فى ظل الفقر والجوع والحرمان والمرض، أم عدم وجود أى سياسة تنموية حقيقية ملموسة، وتآكل وانهيار الطبقة المتوسطة، أو ما يتعرضون له من ضغوط مستمرة لتحميلهم مسؤولية عبء فاتورة الديون وفوائدها، وعجز الموازنة العامة من جيوبهم المهترئة!!

عزيزى المواطن: لماذا لا تبتسم، لِمَ أراك عابسًا طوال الوقت.. متى أرى انفراج أساريرك التى غابت ولم ألاحظها منذ سنوات؟.. إن معاناتك اليومية والحياتية هى جزء من معاناة أمة بأكملها!!

رغم أن الحال السيئ الذى وصلنا إليه من تخبط وعشوائية وسوء تخطيط وإدارة، لكن تمسك بالأمل فى الله وحده، ولا تدع الغضب والإحباط يتملك حيال «القائمة السوداوية» التى لا تنتهى!!

إن الرضى نعمة وفضيلة وإيمان، لذلك لا تلتفت لما قد يُقال، أو تُصدق ما تقع عيناك عليه، إن هى إلا أزمات عابرة سرعان ما تنتهى.. قد تستغرق وقتًا أو تطول لبضعة شهور، ولكن عليك بالصبر والتحمل، فلسنا أول الأمم التى طالها الشقاء ولا آخر من تقسو عليهم الحياة!!

البكاء على اللبن المسكوب لن يُجدى نفعًا، ولذلك عليك بانتظار الفرج، إن هى إلا ستة أشهر، لعل الله يحدث أمرًا، فالصبر على البلاء أفضل من العافية عند الرخاء، والمبتلى الصابر أفضل من المعافى، والرضا بالغالب الموجود نعمة، والتطلع بقلق إلى الغائب المفقود نقمة.. ابتسم، فالابتسامة كنز لا يفنى!!

[email protected] com