عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ذكريات قلم معاصر

بمناسبة مؤتمر علماء مصر فى الخارج.. أريد أن أروي لكم قصة «وفدية».... قصة شاب شق طريقه بعلمه وطموحه ووفائه لوالده العظيم.... صديق العمر الدكتور ممدوح سليمان غنام نجل المرحوم محمود سليمان غنام باشا وزير التجارة والصناعة فى حكومات الوفد والسكرتير المساعد للوفد.. كان ممدوح زميلا لى من مدرسة العباسية الابتدائية ثم فؤاد الأول الثانوية حتى الجامعة.... حيث افترقنا.... دخلت كلية الحقوق والتحق هو بكلية الهندسة.... ونجح أول الدفعة فالتحق معيدا بالكلية عام 1951 وجاءت الثورة فى يوليو 1952.

وقف والده متهما أمام محكمة الثورة برئاسة عبداللطيف بغدادى وعضوية أنور السادات وحسن إبراهيم رغم كل مشروعاته التجارية والصناعية الضخمة.... وما إن سمع الاتهامات الموجهة ضده من المدعي العام حتى بكى.... لم يستطع أن يتمالك نفسه أمام الظلم وقلب الحقائق.... وكان ممدوح حاضرا الجلسة فى الصفوف الأخيرة.... ما إن سمع صوت بكاء والده حتى استأذن فى الخروج من الجلسة.. وتوجه مباشرة من مبنى المحكمة فى قصر النيل بجوار هيئة المعارض حيث دار الأوبرا الآن.... اتجه ممدوح إلى قنصلية كندا حيث كان هناك إعلان عن فتح باب الهجرة.. فكان هذا آخر أسبوع له فى مصر التى لم يرها بعد ذلك حتى وفاته.... ولو كان قد تأخر سفره 48 ساعة.... يومين فقط ربما كان قد عدل عن فكرة الهجرة النهائية.... فقد حكمت المحكمة ببراءة والده والإشادة بمشروعاته التى أشرك فيها الدولة بجوار رجال الأعمال كأول خطوة عرفتها مصر اسمها «القطاع العام»: متأثرا بطلعت حرب وأحمد عبود.

انقطعت الاتصالات والعلاقات بيننا طبعا بعد الهجرة.... خاصة أننا تركنا جميعا العباسية وشارع فهمى فقد كنا جيرانا منذ الطفولة.... ثم فجأة فى الثمانينيات.... بعد أكثر من ثلاثين عامًا.... أتقابل مع عادل غنام شقيق ممدوح الأصغر بالصدفة المحضة.... عمل عادل محاميًا فى مكتب والده بالعتبة.... سألته عن ممدوح فكانت المفاجأة الكبرى.... قال لى: «قصدك معالى الوزير»!!!! تدرج ممدوح سليمان غنام الذى درس فى المدارس المصرية ثم الجامعة المصرية تدرج فى العمل حتى أصبح وزيرا كنديا!!!! سمعت فيما بعد أنه تولى منصبا أعلى من الوزير.... كانت إشاعة لست متأكدا منها.... ولكن.... هكذا شبابنا فى موجات الهجرة خلال الحقبة الماضية.... لم نستطع الاستفادة منهم داخل مصر ولا خارجها.... لقد فشل مؤتمر علماء مصر بالخارج.... بل كان مخيبًا للآمال.... كيف؟.... أقول لك كيف:

«....»

أسفر المؤتمر عن بعض المقترحات والأفكار التى قيل إنها ستفيد البلد فى المستقبل.... كل هذه المقترحات والمشروعات والأفكار قلناها وأزيد منها قبل عقد المؤتمر بسنوات.... قالوا يجب استثمار محور القناة «الخطير» الذى يجمع ثلاث قارات ويتوسط العالم كله.... كلام معروف منذ أيام ديليسبس!!!! أنشأنا فرع القناة فى بداية الجمهورية الثالثة من أجل هذا الغرض وطاف رئيس الهيئة بكل أنحاء الدنيا عارضًا أغلى أرض فى الدنيا بأبخس ثمن دون جدوى.... طالبوا باستصلاح أراضى الصحراء وزيادة الطرق بين المدن.. هذا ما عملناه قبل المؤتمر بسنوات!!!! الطاقة الشمسية طبقناها بالفعل.... المرحوم النجم الكبير محمود عبدالعزيز فيللته مضاءة بالطاقة الشمسية منذ أكثر من عامين!!!!.... وهناك مشروعات كثيرة على الورق فى سيناء وأسوان بالذات.

المطلوب ليس اقتراح مشروعات وذكر فوائدها.... المطلوب هو تنفيذ هذه المشروعات.... المطلوب استثمارات أجنبية أو أجنبية مصرية لتسهيل البناء والتشييد.... هذا هو المطلوب من علمائنا فى الخارج.... وكلهم لهم مناصب عليا فى البلاد التي هاجروا إليها.... وضربت مثالا بصديق العمر ممدوح غنام.... وقرأت فى الصحف عن بعض العلماء المصريين الذين لهم مناصب عليا أيضا.... منهم مثلا مستشار وزارة الخارجية والتجارة الدولية الكندية اسمه ماهر أبوجندية الذى يعتبر أن محور قناة السويس «كنز استثمارى» وقال فى المؤتمر إن الاستراتيجية المطروحة لتنمية هذا المحور بالغة الفاعلية والأهمية.... ومن بين الحضور الدكتور إبراهيم سمك خبير الطاقة العالمى رئيس المجلس الأوروبى للطاقة المتجددة يقول إن رمال مصر نسبة نقائها 99٪ الصين تستغلها منذ فترة.. ومن قبل الصين كان المرحوم سيد يس الذى انشأ أول مصنع زجاج فى إفريقيا والشرق الأوسط.... وهناك عضو المؤتمر أيضا أمجد شكر مدير برنامج الأمان النووى السلمى فى الوكالة الدولية للطاقة نحن فى أشد الحاجة إليه فى مشروع الضبعة النووى السلمى.

وهناك آخرون كانوا فى المؤتمر على نفس المستوى العلمى والوظيفى.... لماذا لم نعرض عليهم العمل معنا أو عندنا.... إما متفرغًا أو مستشارًا.... والأهم من ذلك اجتذاب استثمارات أجنبية.... أما التوصيات النهائية للمؤتمر التى تقول عندكم كنوز وكذا.... فلا.... شكرًا.... أهل مكة أدرى بشعابها.... نريد جهودكم فى استغلال هذه الكنوز ويا بخت من أفاد واستفاد.... لن تضيع أوقاتكم الثمينة بلا عائد.... وأهم عائد تخليد أسمائكم فى بلدكم.... مثل مجدى يعقوب وأحمد زويل وغيرهما.... ما رأيكم؟