عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لم تكد تنتهى موجة الغضب والتوتر بين القاهرة والرياض، عقب تصويت مصر لصالح مشروعى قرارين مختلفين فى مجلس الأمن، أحدهما فرنسى والآخر روسى، لوقف العنف فى حلب، حتى طفت على السطح تبعات مقلقة!

ورغم التزام الجانبين «رسمياً» الصمت إزاء هذه الأزمة، إلا أن التراشق والتلاسن الإعلامى، وكيل الاتهامات، بلغ حد التهديد والوعيد، والتذكير بـ«أفضال» كل بلد على الآخر، خصوصاً بعدما حدث مؤخراً من سحب مصر «المفاجئ» مشروع قرار فى مجلس الأمن بوقف الاستيطان «الإسرائيلى»!!

التوتر «الدفين» صاحبته إشارات سلبية، و«كيد سياسى»، بدءاً بوقف الإمدادات النفطية، وليس انتهاءً بزيارة مستشار العاهل السعودى لإثيوبيا مؤخراً، والتى أعقبتها زيارة وزير الخارجية القطرى لأديس أبابا، لتتحول العلاقات إلى أزمة غير عابرة!

لم يكن أكثر المتشائمين يعتقد أن العلاقات المصرية - السعودية، «المتينة» بعد «30 يونيو»، والتى كانت متطابقة فى كل شىء، قد تصل إلى ما يشبه القطيعة.. وسط حالة من الهجوم الإعلامى لم تشهده الدولتان منذ نصف قرن!

البلدان يعلمان جيداً أن تحالفهما كان حتمياً، فى أعقاب الإطاحة بنظام الإخوان، وما تلاه من احتياج مصر للدعم المالى الفورى، وكذلك السعودية وخلفها دول الخليج، الذين ينتظرون «رد الجميل»، ودعم القاهرة فى الملفين السورى واليمنى ومنع تمدد النفوذ الإيرانى بالمنطقة!

هكذا بدا الارتباط بين مصر والخليج بقيادة السعودية، ولكن ذلك لم ينفِ وجود تناقضات مهمة، تم تأجيلها مرحلياً، لكن هذا التأجيل لم يكن للأبد، لأنه سرعان ما بدأت التناقضات تهيمن على العلاقات القوية، لتُضعفها وتصل بها لحد الأزمة.

تباين المواقف إزاء الملفات الشائكة بالمنطقة، عجَّل بتفجر الخلافات سريعاً، خصوصاً موقف مصر من الأوضاع فى اليمن وسوريا، وتصاعد الخصومة بين القاهرة وحلفاء الرياض «الدوحة وأنقرة»، وتطابق الرؤية المصرية مع خصوم السعودية إيران و«حزب الله» وروسيا، ليصبح الحليفان «السابقان» فى خندقين مُتقابلين، خصوصاً بعد حسم معركة حلب لصالح نظام بشار، لتسوء العلاقات أكثر بين البلدين.

الرياض تعلم جيداً أن القاهرة ترى أن الإسلام السياسى بكل أطيافه، الخطر الأكبر الذى يجب مواجهته، ولا يُمكن أن تكون فى تحالف يضم خصومها الداعمين لـ«الإخوان»، على العكس من السعودية التى تورطت معهم فى حرب اليمن والأزمة السورية، لتعانى بشدة من استنزاف ممتد لمواردها، والتى تراجعت بالفعل جراء انهيار أسعار النفط!

ولكن؛ رغم التطورات المتسارعة، خصوصاً بعد «تباطؤ» تنفيذ اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بشأن «جزيرتى تيران وصنافير»، وتناقض الرؤى، وصعوبة وقف نزيف تدهور العلاقات.. إلا أننا ما زلنا نأمل فى عودة الحكمة وصوت العقل فى الجانبين، وأن يكون التوتر مجرد سحابة صيف عابرة، سرعان ما تتلاشى، لتبقى المصالح الاستراتيجية والقواسم المشتركة، حاكمة للعلاقات بين البلدين «الشقيقين».

[email protected]