رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ذكريات قلم معاصر

كانت (الدفعة الأولى) من الفنانين والفنانات التى صدرناها إلى دبى للاحتفال بمهرجان دبى السينمائى الدولى مكونة من 13 فناناً وفنانة هم على وجه الحصر: يسرا ونيللى كريم وهند صبرى وإلهام شاهين وإيناس الدغيدى وهالة سرحان وناهد السباعى وباسم يوسف ومجدى أحمد على وأحمد مجدى وأحمد داود وباسم سمرة ويسرى نصر الله.. كانت أول دفعة قبل المهرجان بيومين.. ثم دفعة المدعوين رسمياً مع عدد من نقاد السينما.. حتى قيل إن الحضور المصرى (المكثف) أضاء المهرجان بالنجومية والجمال وفساتين السهرة.. ملأوا البساط الأحمر.. الذى اختفى تحت الكعب العالى.. على فكرة.. أنا أنقل الآن ما كتبته الصحف المصرية قبل العربية والأجنبية!! دون خجل مما حدث فى مهرجان القاهرة السينمائى الدولى.

هل تذكرون منظر افتتاح وختام مهرجان القاهرة.. البساط لا يوجد عليه سوى إلهام شاهين فقط.. ولماذا؟ لأنها بطلة فيلم الافتتاح وأيضاً المنتجة!! ولأول مرة فى تاريخ المهرجان (38 سنة) يشهد إضراباً من كل نجوم وغير نجوم السينما.. هجرة جماعية غريبة!! لماذا؟.. هناك خلاف مع وزارة الثقافة.. طيب ومصر مالها؟.. أنتم تعاقبون وزارة ووزيراً أم تعاقبون بلدكم أمام العالم كله.. الوزير موجود النهاردة وغداً سينسى الجميع اسمه.. والخارج وكل أهل الفن السابع لا يعرفون اسمه أصلاً!! طيب يا أهل الفن السابع اختشوا ولا تقوموا بإحياء مهرجان عربى منافس!! كفاية أن هذا المهرجان بالذات (13 سنة) اختار هذا العام أكبر نجوم العالم واستضافهم ومنحهم جوائز تكريم ولفت المهرجان أنظار العالم، ثم اختار موعداً قريباً من موعد مهرجاننا!! وأرسلوا دعوات لطوب الأرض وعرضوا آخر أفلام هوليوود الحديثة التى لم تعرض فى بلدها بعد!!

 (...)

والغريب أن ينتهى المهرجان المصرى فى صمت دون أى حساب ولا نقول عقاب.. فى مهرجان العام الماضى أقاموا الدنيا وأقعدوها من أجل أمور فى منتهى التفاهة فى حفل الافتتاح فى القلعة لأول مرة.. ليرى الضيوف الأجانب قصراً له تاريخ عالمى عريق.. وكادوا يعلقون المشنقة لواحد من خير نقاد السينما لا فى مصر بل فى العالم كله، ألا وهو زميل العمر سمير فريد الصحفى حتى النخاع ابن صحفى كبير مشهور.. معظم نقاد ونجوم العالم تربطهم به صداقة.. وفى أول تجربة لسمير فى رئاسة المهرجان انتهزوا هذه الهفوات فى حفل الافتتاح لتصدر وزارة الثقافة فى لحظة انتهاء المهرجان قراراً بعزل سمير فريد من رئاسة المهرجان!! ويحدث كل ما حدث فى مهرجان هذا العام ولم يصدر أى قرار أو حتى بيان أو مقال من الوزير الذى احترف الكتابة فى الصحف منذ فترة طويلة.. وكأن شيئاً لم يقع وأن المهرجان نجح والكارثة ستتكرر العام القادم.

 (...)

ليس عيباً أن يفشل مهرجان من بين 38 مهرجاناً.. ولكن كان يجب أن تصدر وزارة الثقافة بياناً توضح أسباب ما حدث.. لماذا أضرب كل رجال ونساء وكومبارس الفن السابع مهرجانهم السنوى الذى لا يتكرر إلا مرة وحدة كل عام ويراقبه العالم كله.

وأيضاً ليس عيباً أن ينهزم فريق رياضى ولكن المدرب والمدير المسئول يذهب إلى المؤتمر الصحفى الذى يبدأ مع صفارة النهاية ويشرح للإعلام بكل صوره لماذا كانت الهزيمة!! لماذا لم تبرر وزارة الثقافة فشل المهرجان!

 (...)

ثم هل لا تعلم وزارة الثقافة بعد 37 مهرجاناً سابقاً أن هناك اتحاداً سينمائياً دولياً يراقب هذه المهرجانات ويعطيها نمراً، وحين الفشل المتكرر أو عدم إقامة المهرجان أكثر من مرة يبدأ الاتحاد الدولى فى إعادة النظر فى منح هذا المهرجان الصفة الدولية.

 (...)

لقد عاشرت مولد هذا المهرجان مع المرحومين كمال الملاخ وأحمد ماهر بالجهود الذاتية.. وكيف بالاتصالات الشخصية مع شركة شيراتون العالمية للفنادق قررت الشركة تبنى المهرجان فى سنواته الأولى واستضافة نجوم ونجمات عالميين وفتح أبواب فنادق الشركة لإقامة كل فعاليات المهرجان بين جدرانها.

وكان سمير فريد أحد محررى الفن فى (الجمهورية)، وكان حريصاً على أن تتولى الدولة مسئولية المهرجان لكى يصبح مهرجاناً دولياً.. وحاولنا فى (الجمهورية) بكل الطرق ولم ننجح.. ثم تولى رئاسة المهرجان المرحوم سعد الدين وهبة وكيل وزارة الثقافة، وبدأت المساعى مرة أخرى.. ونجح سعد الدين وهبة فى إضافة الصفة الدولية للمهرجان بعد جهد جهيد واتصالات كثيرة على أعلى مستوى.

وحدث أن مرض سعد الدين وهبة بالمرض الخبيث، ولكنه أصر على إقامة المهرجان خوفاً من الإلغاء حتى اضطر أن يسافر إلى باريس قبيل افتتاح المهرجان بأيام للعلاج هناك فى مستشفى (جوستاف جوزيه) أضخم مستشفى عالمى متخصص على بعد أربعين كيلو من باريس وعاد ليقيم المهرجان وهو لا يستطيع أن يقف على قدميه.. وكان آخر علاقته بالدنيا خطابه فى حفل افتتاح المهرجان!! ثم مات فى نفس يوم تسليم الجوائز.. ليسدل الستار عن آخر مهرجان له وعلى آخر يوم فى حياته.. رحمه الله.. فقد قضى معنا فترة فى الجمهورية كمدير تحرير قبل أن يخطفه ثروت عكاشة أول وزير ثقافة فى مصر ليعمل معه كوكيل وزارة!!

 (...)

فى النهاية.. مطلوب من وزارة الثقافة بياناً عن آخر مهرجان للسينما.. ماذا حدث؟.. ولماذا؟.. ومن رئيس المهرجان القادم؟