رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

أشعر بأن الروس يتلاعبون بنا فى ملف عودة السياحة الروسية إلى شرم!

وأشعر بأننا كلما استجبنا لطلب من طلباتهم، منذ حادث سقوط الطائرة فوق سيناء، أكتوبر قبل الماضى، تقدموا بطلب جديد، حتى صرنا ندور فى دائرة بلا نهاية معلومة،يمكن فى النهاية أن نتوقف عندها!

أتفهم بالطبع أن يكونوا على حذر شديد، عند اتخاذ قرار إعادة السياحة، وأفهم أن يكون حزنهم على ضحايا الحادث، داعيًا إلى أن يفكروا طويلًا، قبل الإقدام على القرار!

أتفهم هذا كله وأفهمه، ولكن هذا أيضًا لا يعنى أن يدور العام الكامل دورته بعد الحادث، ثم يمضى شهران من العام الثانى، بينما نحن فى المكان نفسه، لم نتحرك خطوة واحدة إلى الأمام!

فما مناسبة هذا الكلام؟! 

مناسبته أن مكسيم سوكالوف، وزير النقل الروسى، قال قبل أيام لوكالة الأنباء الروسية فى موسكو، إنهم هناك فى انتظار موافقة الجانب المصرى على الاتفاقية التى تقررت بين الجانبين، والتى تم إرسالها من جانبهم إلى القاهرة، لاعتمادها والتوقيع عليها!

والسؤال هو : ماذا فى هذه الاتفاقية؟!.. لم يوضح الوزير ماذا فيها بالضبط، ولا الوزير المختص عندنا، وهو وزير الطيران، قال شيئًا بهذا الشأن!.. وكأن الأمر سر من الأسرار التى لا يجوز للرأى العام الاطلاع عليها!

لقد قيل من قبل إنهم طلبوا تخصيص صالات وصول وسفر خاصة بالسائح الروسى فى مطاراتنا، بحيث تكون مقصورة عليه هو وحده، وبحيث يصل فيها، ويخرج منها، فلا يشاركه فيها أى سائح آخر!.. فهل طلبوا ذلك فعلًا؟!.. وإذا كانوا قد طلبوه، فهل استجبنا لهم؟!.. ثم إذا كنا قد استجبنا لهذا الطلب الغريب تحديدًا، فإن السؤال التالى هو : هل يمثل طلب كهذا بندًا من بين بنود الاتفاقية التى يقول الوزير الروسى إنهم ينتظرون توقيعنا عليها ؟!

لا إجابة مٌتاحة على أى سؤال من هذه الأسئلة، وكل ما هو مٌتاح، الكثير من التساؤلات، ومن علامات الاستفهام المتناثرة  على طول المسافة من هنا إلى موسكو!

إن أكبر خطأ وقعنا فيه، منذ الحادث، ولا نزال، أننا لم نشتغل كما يجب على فكرة الأسواق السياحية البديلة، ولأننا لم نشتغل عليها، فإننا ظللنا أسرى لصاحب القرار فى سوق السياحة الروسية، وظللنا بالأدق تحت رحمته على نحو ما هو واضح تمامًا فى هذه اللحظة!

وقد كان التسويف من جانب صاحب القرار فى هذه السوق، واضحًا على مدى شهور مضت، وكان تسويف من هذا النوع كفيلًا بأن يدفعنا على الفور، إلى أن نتجه إلى تلك الأسواق البديلة، وما أكثرها، حتى لا يطول بؤس شرم أكثر مما هو حاصل، وحتى لا تتضرر الاستثمارات هناك أكثر مما تضررت!

هل يعرف أغلبنا أن حجم الاستثمارات فى المدينة يصل إلى ٣٠٠ مليار جنيه؟!.. وهل يصدق أغلبنا كذلك، أن نسبة الإشغال فى الكثير من فنادق شرم،  لم تتجاوز ثمانية فى المائة، على طول المسافة الزمنية من الحادث إلى اليوم، وأن فنادق كثيرة أغلقت أبوابها لأن نسبة الإشغال فيها كانت صفرًا ؟!

إلى متى سوف نظل نراهن على سوق تبدو كسراب، كلما أوشكنا على أن نمسك منها بشيء، لم نجده بين أيدينا؟!.. 

إن شرم لا تحتمل رهانًا كهذا، والعاملون فى السياحة بها، فضلًا عن أصحاب الاستثمارات، لا يحتملون أن نظل نضع البيض كله فى السلة الروسية وحدها!