عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ما أكثر العظماء الذين خلدهم التاريخ، وصاروا ينبوعًا تستقي منه الأجيال.. لكن شخصية فريدة واحدة فقط، اجتمعت فيها كل الفضائل، وتجلت فيها صفات الكمال الإنساني، وقيم التسامح والمبادئ السامية وكمال الرحمة والخُلُق العظيم والنفس الزكية.

 عندما نتحدث عن أعظم العظماء، و«النبيل» الذي قهر الأهواء، وبلغ أسمى مقاييس العظمة البشرية، وأفضل مثال يُجَسِّد الإنسانية في أسمى صورها وتجلياتها وأبهى معانيها، والمنبع الصافي لتأصيل المُثل، بما تحمله من معاني الحق والعدل والسماحة والسلام، فهو «مُحَمَّد».

لم يذكر التاريخ عبر آلاف السنين شخصية اكتملت فيها كل صفات الفضيلة مثل «مُحَمَّد»، الذي جمع الشمل وألَّف القلوب، وأقام صرح العدالة والمساواة، وحارب الظلم والفساد، وأوقد جذوة العلم والمعرفة، وحارب الجهل والضلال.

إنه رجل لم تنجب البشرية مثله على الإطلاق.. أعطاه الله في الدنيا شرف النسب وكمال الخَلق، وجمال الصورة، وقوة العقل، وفصاحة اللسان.. فهو المثل الأعلى في الحياة، والمثال الكامل والأعظم بلا منازع، لكل من يفهمون العبقرية وخصائصها.

عندما نتحدث عن إنسان اكتملت عنده معالم الدين، واصطفاه المولى سبحانه ليختم به النبوة، حتى تكون حياته منهاجًا وهَدْيًا لأجيال لا منتهى لأعدادها، يدرك أن «مُحَمَّدًا» خير قدوة للبشرية وهي تتلمس طريقها نحو عالم الكمال والمثالية والحياة الفريدة، لأنه بحق «رحمة مهداة للعالمين».

كان يوم مولده نورًا، أضاء جنبات الأرض بالتوحيد والهداية، ليصبح منارة للسائلين، وقدوة للمتقين.. وفي ذكراه العطرة، يصعب وصف هذا النموذج الفريد من الصفات العالية والآداب الرفيعة ومكارم الأخلاق والفضيلة.

مولده المبارك كان يومًا مشهودًا في تاريخ الإنسانية، وذكراه العطرة لها أثر عظيم في النفوس وتأثير واضح في السلوك، ولذلك فإن الاحتفاء بهذا اليوم العظيم يعد وفاءً بحبه، وتكريمًا له، واقتداء به.

لعل ما يُبهج القلب أن الاحتفال بمولد الرسول الأعظم والنبي الأكرم.. خاتم الأنبياء وسيد المرسلين، يمثل صورة تُجَسِّد الفداء بالفداء، والتضحية بالتضحية، والكرم بالكرم، والشهامة بالشهامة، والوفاء المطلق.

«مُحَمَّد» نبي الرحمة والمغفرة، وصاحب منهج المحبة والصفح والتسامح، ورجل المبادئ الذي وجبت محبته.. هو فكرة امتدت لأكثر من أربعة عشر قرنًا، يمتد أثرها ما بقي على الأرض قرآن يُتلى، أو عاش مسلم مُوَحِّد، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين.

إن ذكرى خير الخلق، فرصة لكي يحاسب الإنسان نفسه على ما فرَّط فيها من هجر لسننه، وابتعاد عن منهجه القويم.. «اللهم صلِّ على محمد وآل محمد، كما صلَّيت على إبراهيم وآل إبراهيم، وبارك على محمد وآل محمد، كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم، إنك حميد مجيد».

[email protected]