رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

فور أن تهبط لعربات المترو تحت الأرض، لن تجد إلا بشرًا يهرولون فى كل الاتجاهات، يتصادمون، يهرولون، يتسارعون ويتدفقون ويتدافعون على الأبواب، أحياناً يتشاجرون، وأحياناً تجد أحدهم، وقد أمسك باب إحدى العربات مستعرضًا قوته أو كى يركب صديقاً له، فى المترو وتحت الأرض يوجد عالم آخر لا نراه فوقها، طلاباً وفلاحين وموظفين، الجميع فى حالة والجميع على وجوههم الحالة الاقتصادية التى وصلت لها البلاد.

ووسط كل ذلك ينبثق صوت، يخرج كل هذه الحشود من ضيقها وسرعتها وتصادمها، صوت يجعلها لا تفكر فى ارتفاع التكاليف أو زيادة الأسعار أو السعى خلف متطلبات الحياة التى لا تهدأ، صوت مصرى يتحدث عن مصر التى لا نعرفها أو بالكاد نعرف عنها بعض القشور، صوت يتحدث فى كل شىء يخصنا، يثبت هويتنا، وتميزنا وتفردنا كأشخاص وأمة وحضارة.

بقيادة الفنان الموهوب «أحمد راضى» وهو المدير الفنى للقناة، ومعه فريق المُعدين والمذيعين، يقدمون لك وجبات ثقافية دسمة بأصواتهم فى مجالات عدة، ويجهزون نوعية مختلفة من البرامج، بحيث تعود الإذاعة لرونقها، أى أن البرامج هى الأساس بعدها تأتى الفقرات الخفيفة والأغانى وليس العكس، يضرب أحمد راضى وفريقه فى إذاعة «كيميت – محطة ع المحطة» وهو شعار القناة، على وتر الشجن الذى قطع، ووتر الثقافة الذى أصبح ضحلًا ووتر الهوية التى فقدها الكثير من المصريين، ولأن شعب المترو من الشباب وخاصة الطلاب، فقد نجحت إذاعة «كيميت» بتلك الأصوات المصرية، فخلال تجولك تحت الأرض لن تسمع إلا تلك البرامج الهادفة والألحان المصرية الخاصة.

ورغم أن الترجمة لكلمة «كيميت» هى الأرض السوداء، أو أصحاب الأرض السوداء، فإن القائمين على الإذاعة يعون تلك الكلمة وما يقابلها من برامج ثبت هذا المعنى وتلك المفردة والخاصة بالشعب المصرى فقط.

إن ما تقوم به إذاعة «كيميت» الآن من تثقيف والارتقاء بالذوق المصرى، عمل جدير بالاهتمام، وأن تجد الكثير من الاتساع لتشمل جميع محطات المترو فى خطوطه الثلاثة وفوق الأرض وداخل عربات المترو أيضاً، ليصبح ما تسمعه تحت الأرض وفوقها خلال تنقلاتك داخل العاصمة هو صوت الأرض السوداء الطيبة وصوت أبنائها بعيدًا عن الثرثرة والشد والجذب والتدافق والضجيج والسباب.

إن مشروع إذاعة كيميت مشروع كبير وعظيم، ويقع على كاهله الكثير من الدأب والعمل بفريق من الشباب تحت قيادة المايسترو أحمد راضى، لينقش فى عقول وذاكرة المصريين جزءاً من تاريخهم وتراثهم وهويتهم وقدرتهم على فهم ما يدور حولهم، وبالتالى تحديد شخصيتهم التى أصبحت مائعة وغير محددة بعد سنوات من التسطيح والجهل التى ساهمت حكومات وسنوات طويلة فى فرضها عليه.