عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قبل أسابيع من انتقال دونالد ترامب «رسمياً» إلى البيت الأبيض، تدخل أمريكا ومعها العالم، مرحلة «الانتظار»، لمستقبل السياسة الداخلية والخارجية للرئيس المُنتخب.

 الجميع يحبس الأنفاس ترقباً لفهم ما إذا كان حجم القلق من «ترامب» مبالغاً فيه، بسبب تصريحاته العنصرية والصادمة خلال الانتخابات، أم أن دولة المؤسسات ستتغلب فى النهاية.

ردود الفعل العالمية، التزمت الصمت الحذر، تجاه «ترامب»، انتظاراً لوضوح بوصلة الإدارة الأمريكية الجديدة، باستثناء إيران، التى أبدت قلقاً مبكراً، خصوصاً ما يتعلق باتفاقها النووى.

استبقت طهران تسلم «ترامب» السلطة فى يناير المقبل، برسائل تحذيرية، خوفاً على مستقبل الاتفاق النووى، الذى يمثل «الإنجاز الأوحد» لحكومة «روحانى»، التى تعوِّل عليه، للفوز بفترة رئاسية ثانية، فى انتخابات مايو 2017.

الأمر تعدى الرسائل التحذيرية، إلى تهديد واضح للحرس الثورى الإيرانى، على خلفية لغة وعيد صريحة لمرشد الثورة على خامنئى، برد فعل قوى ومزلزل على «خروقات الإدارة الأمريكية الجديدة»!

لكن؛ يظل الاتفاق، الذى يحظى بشرعية دولية «قرار مجلس الأمن 2231»، ملفاً شائكاً قابلاً للانشطار، فى حال تحولت تهديدات «ترامب» إلى إجراءات تنفيذية، خصوصاً بعد إقرار مجلس النواب الأمريكى، تمديد العقوبات على إيران للمرة الثانية لمدة 10 سنوات!

تخوفات إيران مبنيَّة على توجهات الرئيس المنتخب، والمرشحون لتولى مناصب رئيسية فى إدارته، حيث سينتهجون سياسة مختلفة عن «أوباما»، التى برأيهم، فشلت وتغاضت عن تدخلات طهران فى شئون دول الجوار وتمدد نفوذها الإقليمى.

نعتقد أن اهتمام إدارة «ترامب» بالنووى الإيرانى الذى لم يكن محور تفاوض ثنائيّاً مع أمريكا فقط ـ سيجعلها تنتهج سياسة أكثر تشدداً، الأمر الذى قد يدفع طهران لتنشيط قدراتها النووية، وذلك يفسر أسباب حرصها منذ بدء المفاوضات على عدم الاستغناء عن المكونات الرئيسية لبرنامجها النووي!

التجارب السابقة أثبتت إدراك طهران أنها مقبلة على مرحلة صعبة، ولن تستجيب لضغوط أمريكية جديدة، أو تراهن على المجهول، خصوصاً أن الدول الكبرى «مجموعة 1 + 5» تشارك إيران نفس القلق، ولا ترغب فى زيادة التوتر الحاصل فى المنطقة!

نتصور أن أى رعونة أو حماقة قد يُبديها «ترامب» تجاه طهران، ستقلب الموازين فى الشرق الأوسط؛ لأن النتيجة ستكون تطرفاً إيرانياً «إصلاحيين ومحافظين»، ضد أمريكا التى يعتبرونها «الشيطان الأكبر»!

ربما تلجأ الإدارة الأمريكية الجديدة إلى المزيد من شيطنة إيران داخلياً وخارجياً، وهو ما سيضيف تعقيدات أكثر على خطة تنفيذ الاتفاق النووى، فى ظل التأييد المطلق لـ«ترامب» من الكونجرس «ذى الأغلبية الجمهورية فى مجلسيه»، وكذلك «إسرائيل» والغاضبون من سياسة إيران فى الشرق الأوسط، خصوصاً السعودية والإمارات!

نعتقد أن السيناريو الأمريكى الأسوأ فى المواجهة والتصعيد، هو اللجوء للخيار العسكرى المحتمل ضد منشآت إيران النووية، ولكن النتيجة ستكون مزلزلة وكارثية ومرعبة على المنطقة بدون استثناء!  

[email protected]