رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ذكريات قلم معاصر

أخشى ما أخشاه أن تكون زيارة الرئيس الجديد دونالد ترامب الأولى لمصر... لقد جربنا هذه الحكاية مرتين.. جاءنا ريتشاردد نيكسون كأول رئيس أمريكى يزور مصر زيارة رسمية، وكانت زيارة ناجحة من كل الوجوه، حتى إن السادات وصفها بأنها كانت استفتاء للشعب المصرى الذى أيدّ «السادات» فى قولته الدائمة التى كان يرددها باستمرار «أمريكا بيدها 99٪ من المشكلة».. فقد كان استقبال «نيكسون» خرافياً على طول الطريق ومن البلكونات والنوافذ، والورد الذى ألقى على سيارته المكشوفة ثم خطابه التاريخى من شرفة سراى القبة فى الجموع التى دخلت الحديقة الواسعة.. كل هذا أثار مخاوف إسرائيل.. ثم تسربت أخبار «معونة مارشال الأمريكية» إلى إسرائيل فدبرت له تهمة قديمة لخلعه من منصبه.. وقد كان.

<>

ولعل أخبار «معونة مارشال» أذيعها لأول مرة.. فعقب الحرب العالمية الثانية أعلنت أمريكا مد يد المعونة للدول التى أضيرت من الحرب مادياً وصناعياً بشرط ضم هذه الدول تحت مسمى «معونة مارشال».. وعقب العدوان الثلاثى عرض «روزفلت» على «عبدالناصر» هذه المعونة فرفضها.. وكانت مصر فى أشد الحاجة إلى هذه المعونة الضخمة جداً، ولما عرضها سراً «نيكسون» على «السادات» بدأ «السادات» التفكير فيها.. ولعل «شلة السادات الليلية» الصحفيين الكبار القدامى وأصدقاء معتقل الزيتون هم الوحيدون الذين علموا بهذا العرض.. وكان التفكير فى إمداد مصر بكل صور المعونة بشرط تأجيل حكاية انضمام مصر رسمياً كإحدى دول المعونة.. وهذا فى صالح الطرفين مصر وأمريكا فى هذا الوقت الحاضر.. تسربت الأخبار لإسرائيل فظهرت تهم لـ«نيكسون» كانت قد مرت عليها سنوات سقط الرجل قبل تعزيز الجيش المصرى بإرسال السلاح الذى فقده فى السنوات الأخيرة.. وتعويض ما تم سحبه من الرصيد الذهبى من خلال حكم «عبدالناصر» ورحم الله إبراهيم أباظة، الذى اكتشف هذه الجريمة.. وهذه الأمور لا تخفى على الإدارات الحاكمة فى أمريكا حتى لو تغيرت الأشخاص.

<>

ثم جاءت زيارة «أوباما»، الذى كان يبحث عن مكان يخاطب فيه العالم الإسلامى كله.. متحمساً لقضية فلسطين.. وحافظاً لبعض آيات القرآن الكريم.. اختار «أوباما» قاعة اجتماعات جامعة القاهرة.. أوسع قاعة فى مصر.. وتم حشد كل أعضاء مجلس الوزراء وأعضاء البرلمان وأساتذة الجامعة والعمداء جميعاً ورجال السياسة والأحزاب.. وألقى «أوباما» خطاباً حماسياً حتى ظننا أن الخطيب هو محمود مازن رئيس فلسطين.. ووقف الناس جميعاً سواء الذين كانوا فى القاعة أو حتى أمام أجهزة التليفزيون يصفقون لـ«أوباما» بحماس وترحيب غير عادى.

وبعد الخطاب لاحظ «أوباما» عدم وجود «مبارك» وعلم بوفاة حفيده وحزنه الشديد عليه فخرج من القاعة إلى قصر القبة رأساً.. لمح «أوباما» «مبارك» يذهب إلى السلم العالى للقصر لينزل لاستقبال رئيس أمريكا فهرول «أوباما» وصعد السلم جرياً مما لفت نظر الإعلام العالمى!!

<>

وانتظر العالم الإسلامى بل العالم العربى كله.. وانتظر الفلسطينيون بل كل دول الشرق الأوسط وأوروبا وآسيا.. العالم انتظر «دولة فلسطين» دون جدوى.. انتظروا قرارات تخفف من آلام ومعاناة شعب كامل دون جدوى.. انتظر العالم أى تغيير فى سياسة أمريكا دون جدوى..

ترى.. ماذا سيفعل «ترامب» لنا.. أو للعرب.. أو لفلسطين.. أو لأى منا؟! دعونا نتفاءل وننتظر!! لعل وعسى.. كل شىء يتغير فى هذه الدنيا وهذا الوقت!!