رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لأول مرة فى التاريخ، ومنذ تأسيس نقابة الصحفيين فى العام 1941، يصدر حكم قضائى بحبس النقيب والوكيل والسكرتير العام، على خلفية اتهامات بإيواء مطلوبين داخل مبنى النقابة.

لن نخوض فى تفاصيل الحكم، كما لن نعلق على أحكام القضاء «وفقًا للقاعدة القانونية الشهيرة»، لأن الأمر لم ينته بعد، خصوصًا أن الحكم بالحبس ليس نهائيًا، ويمكن الاستئناف عليه بعد دفع الكفالة!

ما يدعو للأسف، هو أن قطاعات من الشعب باتت على عداء مع الصحفيين، منذ اشتعال الأزمة، عندما ألقى القبض على الصحفى عمرو بدر والمتدرب محمود السقا من داخل مقر النقابة، على خلفية مظاهرات «يوم الأرض» فى 25 أبريل 2016، المناهضة لاتفاق جزيرتى تيران وصنافير!

القضية أحدثت موجة إدانات من حقوقيين وسياسيين ومنظمات «محليًا ودوليًا»، وأوجدت حالة غضب «لا يمكن تجاهلها» فى أوساط الصحفيين، الذين سيستأنفون وقفاتهم الاحتجاجية، وحشدهم المتواصل، دعمًا لزملائهم، ليعود «سلم النقابة» إلى واجهة الأحداث مرة أخرى!

 ليس هذا فحسب كل ما نتوقعه، بل سنشهد تكرارًا لمشهد سابق حدث قبل ستة أشهر، بمحيط مقر نقابة الصحفيين، لنرى عودة مظفرة لـ«المواطنين الشرفاء»، الذين هم دائمًا «تحت الطلب».. يتظاهرون ويتراقصون على أنغام «المهرجانات»، فى محاولة مكشوفة ومفضوحة لا تخفى على أحد!

 ربما يكون هذا المشهد العبثى «المكرر والممل»، كاشفًا لما يحدث عادة تجاه «غير الشرفاء»، الذين يدخلون فى «صدام» مع بعض الأجهزة والمؤسسات، فيتم الدفع بـ«الشرفاء»، لـ«تأديب» هؤلاء «المغضوب عليهم»، أو من «يغردون خارج السرب» باعتبارهم «خارجين على النَّص»، من خلال كيل الاتهامات والسباب والشتائم وأحيانًا الاعتداءات!

 لعل فكرة «استئجار» هؤلاء «الشرفاء» أو الزج بهم، للتحرش بالأحزاب والسياسيين والصحفيين والمحامين.. وغيرهم، ليست بالأمر الجديد، فقد تم استخدامهم من قبل الأنظمة السابقة المتعاقبة، وإن كان تحت مسميات مختلفة، خصوصًا أيام الانتخابات، أو فى مواجهة اعتصامات النقابات والوقفات الاحتجاجية.

 نتصور أن الأمر يتعدى فكرة وجود «مواطنون شرفاء» من البسطاء والأميين و«المحتاجين»، أو حتى البلطجية والمسجلين لدى أجهزة الأمن، حيث أصبح لدينا «شرفاء» فى كل مجال، يتم الدفع بهم عند اللزوم، لخلخلة أى تكتل وتفكيكه من الداخل، وفرض واقع جديد على الأرض.

 إن اللجوء إلى هؤلاء «الشرفاء» أو «الظرفاء» بممارساتهم العلنية الفاضحة، واستخدامهم بكثرة وإفراط، يعد خطأً فادحًا، وإفلاسًا وفشلًا ذريعًا، كما أن السكوت على «الأصابع» التى تحركهم، يمثل هوانًا للدولة بأجهزتها ومؤسساتها كافة.

 نعتقد أن الصورة الذهنية لما حدث، قد تتغير مع الوقت، وسيقل تأثيرها تدريجيًا بعد انتهاء تأثيرها الوقتى الراهن، وبعد الابتعاد عن الاحتقان والمشاعر الانفعالية التى تعبر عن الحب أو الكراهية، والإعجاب أو الازدراء، والانبهار أو الاحتقار.. لكن الأمر يبدو مختلفًا هذه المرة، خصوصًا مع الأسرة الصحفية!

[email protected]